الأربعاء، 15 مايو 2019

( الغادَةُ والمُلحِدُ ) بقلم المحامي عبد الكريم الصوفي اللاذقية ..... سورية

(  الغادَةُ والمُلحِدُ  )

عَبَرَت  لِبَيتِها  الصَيفِيٌِ  تَخطُرُ

قَدٌُُ رَشيقُُ والقَوامُ  رائِعُُ  ... بَل مُبهِرُ

والغابَةُ من حَولِها بالحَياةِ تَزخَرُ

فَشاهَدَ حسنَها فارِسُُ في الدِيارِ  ...  لِلطَريقِ يَعبُرُ

فَأُذهِلَ  من شِدٌَةِ الجَمال ...  وكَيفَ لا يُذهَلُ ؟

فَقالَ في نَفسِهِ  ...  يا لَلظِباءِ حينَما في سَيرِها تُمَهٌِلُ

إن تَكُن عَزباءُ أخطُبُها  ...  فَرُبٌَما بي تَحفَلُ

فَدَنا منَ الغادَةِ يَشوبُهُ الوَجَلُ

ألقى السَلام  ...  وصَوتهُ كالحَمامِ حينَما يَهدُلُ

تَرعَشُ مِنهُ الشِفاه  ...  يا وَيحَهُ  ...  هَل يَزجُلُ ؟

رَدٌَت عَلَيهِ السَلام  ... والبَسمَةُ في ثَغرِها تَظهَرُ

فإستَبشَرَ  أمَلاً  من تَبَسٌُمِها  ... وكَيفَ لا يَأمَلُ ؟

فأشرَقَ وَجهَهُ ... إذ غَرٌَهُ  في البَسمَةِ التَفاؤلُ

رَفَعَ من نَبرَةِ صَوتِهِ طالِباً وِدٌَها  ... كَأنٌَهُ عَنتَرُ

فَقَطٌَبَت الغادَةُ جَبينَها ... كَأنٌَها تَستَنكِرُ

قالَت لَهُ  ... وصَوتها  تَغريدهُ يُثمِلُ

هذا هو مَنزِلي  ...  وأنا في الدِيار  مَعروفَةُُ لا أجهَلُ

فَمَن تَكونُ أيٌُها الفارِسُ المُبَجٌَلُ ؟

أجابَها  ...  أنا غَريبُ الدِيار  ...  وفارِسُُ خَطِرُ

قوٌَتي في ساعِدي  ...  لِغَيرِهِ لا أنظُرُ

قالَت لَهُ  ...  وقوٌَةُ رَبٌِكَ ... قَضاءَهُ ...  كَذلِكَ القَدَرُ ؟

أجابَها غاضِباً و وَجهُهُ  كَدِرُ

يا غادَتي  ... هذا الحَديثُ لا يُثمِرُ

فالحَياةُ دِرهَما  ... وقُدرَةً  ... وبِها لِلحَياةِ نَعمُرُ

صَرَخَت بالفارِسِ ... يا وَيحَكَ  ... باللٌَهِ أنتَ تَكفُرُ

هَل تَحسَبُ نَفسَكَ قادِاً  ...  لَو لاه  ...  لا يُفلِحُ البَشَرُ

يا لَكَ من مُلحِدٍ  ... قَد غَرٌَهُ الكِبَرُ

فَلَيسَ لي ثِقَةً  بِمُلحِدٍ لا يَشكُرُ

فأطرَقَ  وَجهَهُ  والعُيونُ كُلها شَرَرُ

فإستَرسَلَت  ... لَن أرتَبِط بِغافِلٍ يَستَكبِرُ

بقلمي

المحامي  عبد الكريم الصوفي

اللاذقية     .....     سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق