السبت، 18 مايو 2019

حب النبي صلى الله عليه وسلم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د.صالح العطوان الحيالي

حب النبي صلى الله عليه وسلم 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د.صالح العطوان الحيالي - العراق- 7-5-2019
إنّ من شروط قبول العمل في الإسلام؛ أن يكون العمل خالصاً لله تعالى، وأن يكون موافقاً لسنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وبناءً على ذلك فلا بُدّ أن تكون محبّة النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- موافقةً للشروط؛ حتّى تكون على الوجه الذي يرضي الله تعالى، فلا يُقبل أن يكون في حبّه -عليه الصّلاة والسّلام- غلوٌّ، ولا يصحّ أن يكون في حبّه جفاءٌ، والحقيقة أنّ حبّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أصلٌ عظيمٌ من أصول الإسلام؛ إذ ينتفي إيمان من يقدم حبّ أيّ شيءٍ على حبّه؛ فيجب أن يكون الرسول أحبَ للمؤمن من ولده ووالده والناس أجمعين؛ مصداقاً لقوله تعالى: (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)، وقد ضرب الصحابة -رضي الله عنهم- أروع الأمثلة في حبّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم، كما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنّه كان برفقة النبيّ عليه الصّلاة والسّلام، فقال له: (يا رسولَ اللهِ، لأَنْتَ أحبُّ إليَّ مِن كلِّ شيءٍ إلا مِن نفسي، فقال له النبيّ عليه الصّلاة والسلام: والذي نفسي بيدِه، حتى أكونَ أحبَّ إليك مِن نفسِك، فقال له عمر: إنّه الآن واللهِ، لأَنتَ أحبُّ إليَّ مِن نفسي، فقال: الآن يا عمرُ)، وقول النبيّ عليه الصّلاة والسّلام: "الآن يا عمر"؛ يعني الآن عرفت فنطقت بما يجب، وعلى الرغم من وجوب تقديم محبّة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- على محبّة الأهل المال والنفس وكلّ شيءٍ، إلّا أنّه يجب الحذر من الغلوّ في محبّته عليه الصّلاة والسّلام، أو إخراجه عن طبيعته البشرية، فقد حذّر النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أشدّ التحذير من الغلوّ في حبّه، حيث قال: (لا تُطْروني، كما أطْرَتِ النصارى ابنَ مريمَ، فإنّما أنا عبدُه، فقولوا: عبدُ اللهِ ورسولُه)، وكان يحذّر الأمّة ممّا وقع به اليهود والنصارى من الغلو في أنبيائهم، حيث قال: (لَعنةُ اللهِ على اليَهودِ والنَّصارى، اتَّخَذوا قبورَ أَنبيائِهم مَساجدَ)، ولا بُد من الإشارة إلى أنّ ذمّ الغلو لا يعتبر ذريعةً للجفاء، بل يجب إعطاء الأنبياء حقّهم الذي شرعه الله تعالى من الحبّ والتعظيم، والتزام الأدب والاحترم معهم، من غير غلوٍّ ولا جفاءٍ
عطش أبو بكر الصديق: يقول سيدنا أبو بكر: كنا في الهجرة وأنا عطشان جدا ، فجئت بمذقة لبن فناولتها للرسول صل الله عليه وسلم، وقلت له : اشرب يا رسول الله،، يقول أبو بكر: فشرب النبي صل الله عليه وسلم حتى رضييت !! لا تكذّب عينيك !! فالكلمة صحيحة ومقصودة، فهكذا قالها أبو بكر الصديق ..
هل ذقت جمال هذا الحب؟
ـــــــــــــــــــــــــ
انه حب من نوع خاص ..!!أين نحن من هذا الحب !؟ واليك هذه ولا تتعجب، انه الحب... حب النبي أكثر من النفس .. يوم فتح مكة أسلم أبو قحافة [ أبو سيدنا أبي بكر ]، وكان إسلامه متأخرا جدا وكان قد عمي، فأخذه سيدنا أبو بكر وذهب به إلى النبي صل الله عليه وسلم ليعلن إسلامه ويبايع النبي صل الله عليه وسلم.
فقال النبي صل الله عليه وسلم يا أبا بكر هلا تركت الشيخ في بيته، فذهبنا نحن إليه فقال أبو بكر: لأنت أحق أن يؤتى إليك يا رسول الله .. وأسلم أبو قحافة.. فبكى سيدنا أبو بكر الصديق، فقالوا له : هذا يوم فرحة، فأبوك أسلم ونجا من النار فما الذي يبكيك؟
تخيّل .. ماذا قال أبو بكر..؟ قال: لأني كنت أحب أن الذي بايع النبي الآن ليس أبي ولكن أبو طالب،، لأن ذلك كان سيسعد النبي أكثر .... سبحان الله ، فرحته لفرح النبي أكبر من فرحته لأبيه أين نحن من هذا؟ ما رأيك في هذا ؟
ثوبان رضي الله عنه:
ــــــــــــــــــــــ غاب النبي صل الله عليه وسلم طوال اليوم عن سيدنا ثوبان خادمه وحينما جاء قال له ثوبان: أوحشتني يا رسول الله وبكى، فقال له النبي صل الله عليه وسلم:
اهذا يبكيك ؟
قال ثوبان: لا يا رسول الله ولكن تذكرت مكانك في الجنة ومكاني فذكرت الوحشة فنزل قول الله تعالى { وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّه عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا } [69] سورة النساء.
ما رأيك في هذا الحب؟
وأخيرا لا تكن أقل من الجذع....
ـــــــــــــــــــــــــــ كان النبي صل الله عليه وسلم يخطب في مسجده قبل أن يقام المنبر بجوار جذع الشجرة حتى يراه الصحابة .... فيقف النبي صل الله عليه وسلم يمسك الجذع، فلما بنوا له المنبر ترك الجذع وذهب إلي المنبر فسمعنا للجذع أنينا لفراق النبي صل الله عليه وسلم، فوجدنا النبي صل الله عليه وسلم ينزل عن المنبر ويعود للجذع ويمسح عليه ويقول له النبي صل الله عليه وسلم : ألا ترضى أن تدفن هاهنا وتكون معي في الجنة؟؟ فسكن الجذع.. ما رأيك في هذا الحب؟ وهو حب الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه قولا وفعل. فداك أمي وأبي يا رسول الله.
لا تبخل ان ترسلها الى من تحب..
أين ذهب بلال بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ بلال أول من رفع الأذان بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد الذي شيد في المدينة المنورة
واستمر في رفع الأذان لمدة تقارب العشر سنوات !! بعد وفاة النبي ذهب بلال
إلى أبي بكر رضي الله عنه يقول له:”يا خليفة رسول الله، إني سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم- يقول: "أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله“
- قال له أبو بكر: (فما تشاء يا بلال؟)
- قال:أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت
- قال أبو بكر: (ومن يؤذن لنا؟؟).
- قال بلال وعيناه تفيضان من الدمع:
إني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله
- قال أبو بكر: (بل ابق وأذن لنا يا بلال).
قال بلال:إن كنت قد أعتقتني لأكون لك
-فليكن ما تريد، وان كنت أعتقتني لله فدعني -
-وما أعتقتني له. -
قال أبو بكر: (بل أعتقتك لله يا بلال).
-فسافر إلى الشام حيث بقي -
مرابطا ومجاهدا يقول عن نفسه:
-( لم أطق أن أبقى في المدينة بعد -
-وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ) -
-وكان إذا أراد أن يؤذن وجاء إلى: -
-"أشهد أن محمدًا رسول الله" -
-تخنقه عَبْرته، فيبكي، فمضى إلى الشام -
وذهب مع المجاهدين،،
-وبعد سنين رأى بلال النبي -
-صلى الله عليه وسلم في منامه -
-وهو يقول: (ما هذه الجفوة) يا بلال؟ -
ما آن لك أن تزورنا ؟؟
-فانتبه حزيناً، -
-فركب إلى المدينة، فأتى قبر -
النبي صل الله عليه وسلم
وجعل يبكي عنده ،
فأقبل الحسن والحسين فجعل يقبلهما
ويضمهما فقالا له:
(نشتهي أن تؤذن في السحر!).
فَ علا سطح المسجد فلمّا قال:
(الله أكبر الله أكبر) ارتجّت المدينة
فلمّا قال:
(أشهد أن لا آله إلا الله) زادت رجّتها
فلمّا قال:
(أشهد أن محمداً رسول الله)
خرج النساء من خدورهنّ . .
فما رؤي يومٌ أكثر باكياً وباكية من ذلك آليُـۆم
وعندما زار الشام
أمير المؤمنين عمر-رضي الله عنه-
توسل المسلمون إليه أن يحمل بلال
على أن يؤذن لهم صلاة واحدة،
ودعا أمير المؤمنين بلال،
وقد حان وقت الصلاة ورجاه أن يؤذن لها،
وصعد بلال وأذن ..
فبكى الصحابة الذين كانوا أدركوا رسول الله
-صل الله عليه وسلم-وبلال يؤذن،
بكوا كما لم يبكوا من قبل أبدا،
وكان عمر أشدهم بكاء ..
وعند وفاته تبكي زوجته بجواره، فيقول:
"لا تبكي،غدًا نلقى الأحبة محمدا وصحبه"
”هذا ما تقشَعر له الابدَان
وتفيّض له الأعيّن “
دلائل محبّة الرسول
ثمّة العديد من الأعمال التي تدلّ على حبّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، نذكر منها:
النصرة: وتكون نصرة النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- بعد وفاته بنصرة سنّته والدفاع عنها، وأمّا في حياته فذلك أمرٌ خصّ الله تعالى به الصحابة رضي الله عنهم، وقد جدّوا في نصرته عليه الصّلاة والسّلام، وضربوا أروع الأمثلة في محبّته.
طاعة أمره: إذ لا تصح المحبّة من غير التأسّي به وطاعته بما أمر، واتّباع سنّته وهديه.
الحرص على الدعوة إلى سنّته وتبليغها: حيث إنّ المحبّ للرسول -صلّى الله عليه وسلّم- يقضي عمره في الدعوة إلى السنّة النبويّة وتبليغها للناس، والردّ على كلّ من يتطاول عليها.
محبّة أصحابه وآل بيته رضي الله عنهم فقد أوصى -عليه الصّلاة والسّلام- بحبّهم.
عدم الرضا بالإساءة إليه.
كثرة الصلاة عليه.
التأدّب معه.
هذا الذي يقال عنه من أروع مآقرأت
صل الله على نبينا وحبيبنا وقرة أعيننا محمد صل الله عليه وسلم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق