الثلاثاء، 21 مايو 2019

( يا لَها الأسوار ) المحامي عبد الكريم الصوفي اللاذقية ..... سورية

(  يا لَها  الأسوار  )

يا لَهُ دَربُها  صاعِداً  ... كَم  يُجهِدُ 

تَحُفٌُهُ الوُرودُ والأزهرُ

والفَراشاتُ قَد رَفرَفَت على الدُروب  ... ِ لِلجَناحِ تَنشُرُ

في جَوٌِهِ  ...  كَم حَلٌَقَت بَلابِلُُ  تَغريدُها يَسحر

وَعَلى أدراجِهِ  نَثَرَ  ( الزَيزَفون )  أريجُهُ العَطِرُ

سألتُ نَفسي  ... هَل أزورُ صَرحَها ...  في الجَمالِ يَرفُلُ  ؟

من ذُرى جِبالنا قَد شَيٌَدَت  جُدرانَهُ

من صَخرِها شامِخات  ...  تَزورُها الأنسُرُ

يا غادَةً  ... والرِفعَةُ في الخِصال تَظهَرُ

كَيفَ الوُصولُ  إلى الحِمى  وسوركِ  شاهِقُُ  ... مَن يَظفَرُ ؟

وَدونَهُ  غابَةُ أدغالَها  ...  مَليئَةً بالأُسودِ تَزأرُ

في مَرابِضِها ... والعَرينُ ... يَحرِسُ شِبلَهُ الضَرغَمُ الكاسِرُ

من صَدى الزَئير  ...  تَرجُفُ الأرجاء  والغابَةُ تَهدُرُ  

سَلَكتَهُ  دَربَها صاعِداً  ... كَأنٌَني  الفارِسُ القادِرُ

حينَما في جَيشِهِ  مُظَفٌَراً ...  لِلجُنودِ  يَأمُرُ

على جَوانِبِهِ تُوَشوِشَني شُجَيراتها الغابات  ...

أقدِم ... يا فَتى  ... فالحَياة في حَزمِها إن أخفَقَ التَشاوُرُ

بَلَغتُ قَصراً لَها ... جَمالهُ  يَاسُرُ

ما بَينَها الجَنائِنُ  حَولَهُ ... رَيحانَها آيَةُُ تَحُفٌُهُ  الزَعاتِرُ

وألفُ صِنفٍ من نَبتَةٍ  في حِماه  ... تُزهِرُ

كَيفَ لي أن أُحاوِرَها  ؟ ... أن أناقشها ؟ ... أن أُداوٍرها ؟

وهيَ حَبيسَةُُ في قَصرِها ...  مَتى إذاً تُغادِرُ ؟

فَقُلتُ في خاطِري ...  ادنو  إلى سورِها رَغمَها المَخاطِرُ

دَنَوتُ من أسوارِها  ... وصُدفَةً  لَمَحتها في رَوضِها تَخطُرُ

نَبَحَ كَلبَها  ... كَشٌَرَ  أنيابَهُ ... ثائِراً  ...  يُزَمجِرُ

وأنا فَوقَها الأسوار يا وَيلَتي ... كَيفَ من فَوقِها  أُغادِرُ ؟

شاهَدَتني  هامِداً  ... كأنٌَني  مُسَمٌَرُ

قُلتُ في خاطِري  ...  يا لَهُ   من حِوار  ... في خيبَتي أُحاوِرُ ؟

وأنا خائِفُُ من كَلبِها  ذلِكَ الفاجِرُ

نَهَرَت  غادَتي كَلبَها المَسعور ... كَأنٌَها لِوَحشِها تُنذِرُ

فَهَروَلَ  راجِعاً  ضَجِراً كَأنٌَهُ مُجبَرُ

تَبَسٌَمَت وأشرَقَ وَجهها  ... وأومَأت لي بالنٍزول ...

فَكَيفَ لا أنزِلُ ؟

قُلتُ في خاطِري ... يا سَعدَهُ كَلبَها  ذلِكَ المُدَلٌَلُ

لَولا النُباح  ... لم أزُر صَرحَها ... ولا بِهِ آمُلُ

ولَم تَكُن  لِتُسبِلَ لي جَفنَها ... فَأُذهَلُ

بقلمي

المحامي  عبد الكريم الصوفي

اللاذقية     .....     سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق