الثلاثاء، 21 مايو 2019

الضياع بقلم صادق_الدفتري

الضياع.....

هجرت امي وابي عندما انهيت دراستي الجامعية
او بالحقيقة عندما  انتهت نفسيتي كلياً.
لم احزم امتعتي، بل تركت جميع ذكرياتي
والماضي في غرفتي الكريهة
استلمت راتبي الشهري الاول
وانطلقت في اول قطار
في طريقي،
لم اودع امي ولم اطلب الرضا
من والدي
ولم اخبر حبيبتي الى اين سأهاجر
لانني لا اعلم اين وجهتي بالتحديد
بقيت طوال الثلاثون عامً ابحث
عن هويتي،
لان كما اخبروني في المشفى انني
فقدت الذاكرة.
اثناء رحلتي مجهولة الوجهة.
اسمي اصبح ميشيل رغم لحيةالمشايخ التي انتعلها
تاريخ ميلادي لم يكن هذه المرة من اختيارالقدر
بل من اختيار البشر!
حتى لغتي تخلت عني فأول كلمة نطقتها كانت ليست بالعربية...
لم اكن انا، لكنني لم اكن اعلم ماذا كانت اناي المفقودة.
واين هي الان..!؟
بعد الآف التجارب والتحاليل والشخصيات ، عادت لي ذاكرتي بعد هجرة لم تكن قصيرة. اخذت القطار ذاته، لكنني هذه المرة أعرف وجهتي، واعلم تماماً من سيكون بانتظاري
مرحبا بك يا عم، هل تعلم اين هم والداي؟
راح الرجل العجوز يتفحص معالم وجهي بطريقة دقيقة، وكأنه يحاول العثور على دموع امي او توتر والدي في ملامحي.
لم يسألني من هم والداي، وهذا ما اثار فضولي بعد دقائق لم تكن بالطويلة
قررت شفتاه ان تتحرك أخيراً
وبدأ لسانه ينطق بعد محاولات كثيرة
اجاب بنظرة شبه حزينة،
نعم اعلم.
عصفت في داخلي رياح السعادة والقلق في آنً واحد
وراحت كل حواسي تسأل اين هم؟
في السماء يا بني اجابني..
ولقد تأخرت كثيراً
حينها ادركت اني اصبحت وحيداً...

#صادق_الدفتري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق