السبت، 18 مايو 2019

الحلقة الثانية / جميلة وشياطين الإنس لسياده العزومي (سقراطة الشرق

الحلقة الثانية /
جميلة وشياطين الإنس
              لسياده العزومي
             (سقراطة الشرق) 

يسبق الباب عدة درجات،

اتخذت سلما ليس للصعود إلى أعلى

بل للنزول إلى أسفل؛ لبلوغ قاع

الدار وحال أهله،

بعدما  ارتفع الشارع وحاله،

وأصبحت الدار مصباً للأمطار في

فصل الشتاء،

ما أن وصلت للدار،

ورأت عيناي الباب حتى

سمعته ينعي حاله،

لما ترك عليه من كسور

استصعب علاجها،

وأخرى جبرت،

تدل على أنه لم يطرق  بأيدٍ ناعمة

أو عادية،

بل طرق بآلة من الحديد،

أو قدم وحش كاسر،

ثار بركان الفزع داخلي

ومددت يدي والتردد يملؤها ويملأ

فكري في تعجب من أمره،

من يكسر باب امرأة بسيطة

هي الملجأ الوحيد

لكل  مَنْ يريد أن يتقرب إلى الله

من فاعل خير أو متصدق؟!

ابتلعت القلق وجنبت الأفكار التي

تدلت من فكر رأسي،

لما رأت عيني جانباً،

طرقت الباب،

كوني على علم بمن في الدار،

رد عليَّ الجميع

بصوت فاضت منه رعشة الخوف،

سمعت صوت الجدة العجوز،

وجميلة، وطفلة صغيرة،

والرضيعة بدأت تبكي قلتُ:

- فلانة..

فتحت جميلة الباب،

بوجه امتص الخوف منه الدم،

ولونه بلون أصفر وعينين

مرتجفتين،
وبعد شهيق عميق،

تلاحقت كلمات الترحيب،

وعلت تدريجيا،

الرضيع تمسك في ذيل ثوبها باكية،

ومن خلفها الأم العجوز،

تجلس على حصيرة من البلاستيك،

مادة ساقيها،

وطفلة في الخامسة من عمرها

اخترقت الهواء،

ودخلت إحدى الحجرات،

نزلت الدرجات لبلوغ قاع الدار

وحال أهلها،
سلمت على جميلة،

أسرعت إلى العجوز وسلمت عليها .

جلست على إحدى الوسائد

المجاورة لها،

على الحائط أمامي

صورة صاحب الدار،

اتخذ الكعبة المشرفة خلفية

لصورته؛ تبركًا بها،

ترحمت عليه وعلى جميع الأموات،

لقد وافته المنية بعدما  فقد بصره

وهو في سن المعاش،

عاش مرتدياً ثوب الكرم والسمعة

الطيبة،
اشتهر بقصائد المدح في كلامه،

أنه يرى مأمور القسم ويلقى عليه

التحية يومياً عند تسليم سلاحه

مُردداً أنه زميل المأمور،

ما إن سألت عن الابن الوحيد،

حتى عم الحزن المكان،

صوت وصورة،

عزفت الجدة العجوز سمفونية

النحيب، "يا أنا يا أمي".

          "يا أنا يا أمي".
..........وتستمر الحياة

       مازلت أكتب لكم
     دمتم بخير أحبتي
  القاصة والمفكرة /
                  سياده العزومي
                       سقراطة
      عضو اتحاد الكتاب بمصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق