السبت، 18 مايو 2019

نَكْبَةٌ أمْ نَكَبات بقلم د. محمد الإدريسي

نَكْبَةٌ أمْ نَكَبات
على بَواخِرٍ قَوارِبٍ رَكَبوا البِحارا
جاءوا إلى أرْض الشّعْبِ "المُخْتارا"
مِن كُلِّ فَجٍّ عَميقٍ جاءوا احْتَلّوا أرْضاً
زَرَعَ الصَّهْيُونِيُّ الوطَنَ الفِلِسْطينِيَّ نِيرانا
النَّازِيونَ قَتَلوا حَوَّلوا طولَ البِلادِ أنْقاضا
جُمْراً القُدْسَ و بَيتَ لَحْم و الأشْجارا
زَوَّروا التَّاريخَ القَديمَ الحَديثَ الأخْبارا
بالخَديعةِ قالوا عُدْنا إلى أرْضِ أجْدادِنا
كما أنَّ تَرْميمَ هَيْكَل سُلَيمانَ مِنْ حَقِّنا
عُدْنا لِنُجَدِّدَ الماضي القَريبَ  في وَطَنِنا
تَصَدَّى العُربانُ حَمَلوا أفْسَدوا سِلاحا
هُزِموا رَجَعوا على الجَبين يَحْمِلونَ العارا 
نحْنُ أُمَّةٌ تَرى الانْبِطاحَ المَذَلَّةَ اِعْتِدالا
عُقوداً رَكَعَتْ بايَعَتْ عِصابات و دُوَلا
مِنَ الشَّرْق مِنَ الغَرْب اسْتَعْبَدوا أجْيالا
أبَعْدَ المُعْتَصِمِ لَم تُنْجِبْ نِساءُنا رِجالا؟
تَقْبَلُ تُغَنّي تَرْقُصُ بالطَّبْلِ لِلظُّلْم هَوانا
باعَتْ السُّيوفَ كَما الكَرامَة ثُمَّ عِزَّتَنا
أَيُّها الحُكَّام احْتَفِظوا لَكُم بِأَسْلِحَتِنا
نَحْنُ لِمُواجَهَة صَهْيون الحِجارَةُ تَكْفينا 
لا اِسْتِسْلام على الأرْضِ نُرَبّي الأحْرارا
كَثُرَتْ النَّكَباتُ ما عُدْنا نُجَمِّعُ الأفْكارا
الحَرائرُ صَبْراً بقُوَّة العَزيمَةِ يُواجِهْنَ عَدُوَّنا
أنْصافُ أنْصافِ الرِّجالِ ضَيَّعوا جُلَّ آمالِنا
بِمِزمارٍ الرَّقْصُ لِلْعَدُوّ بسُيوفٍ تَقْطُرُ دَما
رَقْصَةُ مَجْلِسٍ كَرَقْصَةِ نِسْوَةٍ أُخِذْنَ سبايا
أرْنَبٌ مع نازِيّي الصَّهايِنَة مع الأخِ جَبَّارا
في رَمضان الأشْهُرِ الحُرُمِ بالدَّم الإفطارا      
نَكْبَةٌ تِلوَ النَّكْبَة تُمَزِّقُني مِن قَلْب واقِعنا
كَمْ مِنْ دَفْتَرٍ أحْتاجُ لِتَدْوِين كُلّ نَكَباتِنا؟
كَمْ مِن قُرُونٍ نَحْتاجُ لِاسْتِرداد أوْطانِنا؟
الأوْطانُ بِيعَتْ أصْبَحَت مَطايا لِلْمَطايا
تَرْكُبُها القُرُودُ يَسْرُقُها أصْحابُ الحَوايا
فيها الظُّلمُ الذُّلُّ العَبَثُ مِن سَخاء العَطايا
يُمْنَعُ فيها الكَلامُ حَتّى حَقِّ بُكاءِ الصَّبايا
يُريدونَكِ صورَةً على حائِط ذِكْرى البَقايا
يُريدونَك واحَةَ البَغاءِ القِمارِ و الشَّمْبانيا
مهْرَجانات المُجونِ و الفُسوقِ و العَرايا
انْتَظروا أنْ يُقَدِّموا جَديدَ نَكَباتٍ كَهَدايا
طنجة 15/05/2019
د. محمد الإدريسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق