السبت، 27 أبريل 2019

( في الجِنانِ تَشرُدُ ) بقلم المحامي عبد الكريم الصوفي اللاذقية ..... سورية

(  في الجِنانِ  تَشرُدُ  )

شاهَدتها عَبرَ الجِنان تَخطُرُ

تَسيرُ  لِوَحدِها  ...  تَوَجٌَسَت  خيفَةً  تَنظُرُ

نادَيتها  من خَلفِها  عِندَما  جاوَزَت  مَطرَحي

لا تَجزَعي  ياغادَةً   ...  فَأنا فارِسُُ لا يَغدُرُ

تَلَفٌَتَت مَزعورَةُ  قَد مَسٌَها  من فَورِها الحَذَرُ

جَفٌَت  شِفاهَها  ...  تَلَعثَمَت ...

فَبَدا  وَجهها يَشوبهُ  الأصفَرُ

قُلتُ  ... هَوُِني  عَلَيكِ يا غادَةً  ...  وهَدٌِئي من رَوعِكِ

قَد زالَ من حَولِكِ الخَطَرُ

تَهَدٌَجَ صَوتَها  ... وتَمتَمَت  من أنتَ يا أيٌُها العابِرُ ؟

أجَبتها   ... فارِسُُ  يَعشَقُ الغابات  ... سُكٌَانَها

ثَعالِبُُ  ... والذِئاب ...  أهوى الضَباب

حينَما  لِلدُروبِ يَغمُرُ

أهوى الظِباء ... تَقضِمُ  غَضٌَها الأغصان ... فَرعَها النَضِرُ

والطُيور ... حينَما  أعشاشَها تُغادِرُ

تَسعى وراءَ رِزقِها ... فِإذا ما أُرهِقَت تَأفُلُ

وعَلى أفنانِها بَينَ الظِلال   ... ألفَ لَحنٍ تَنشُرُ

فأستَأنَسَت غادَتي  ...  قَد شاقَها التَحاوُرُ

وَبَدَت  كَأنٌَها  تَحَرٌَرَت من خَوفِها  ...

ولَم تَعُد بِرُعبِها تَشعُرُ

أمِنَت جانِبي  ... فَدَنَت  مِنٌِي وقَد غادَرَ  روحَها الحَذَرُ

تَساءَلَت  ... كَطِفلَةٍ ...

هَل  تَدٌَعي بِأنٌَكَ  فارِسُُ...  مِثلَ أُسطورَةٍ لا يُقهَرُ ؟

أجَبتَها ... ما الٌَذي أخرَجَ غادَةً  ... لِلغاب يَحُفٌُها الخَطَرُ ؟ !!!

قالَت  ... هوَ الحَبيب  ...  حينَما يَغدُرُ

أجَبتَها  ... لَيسَ  بالحَبيبِ مَن لِلغادَةِ يَقهَرُ

تَساءَلَت ...  وأنتَ هَل تَقهَرُ  الغادَةَ ؟

أم هِيَ  مَن أسرَفَت  في بَغيِها لِقَلبِكَ تَقهَرُ  ...  ؟

فَلَم  تَعُد  من شِدٌَةِ  ظُلمِها تَصبرُ ؟

فَجِئتَ لِلغابِةِ  ...  هارِباً  ... في دَغلِها لِحَظٌِكَ تَندُبُ ؟

فَضَحِكتُ من  بَراءَتِها  ...حينَما في وَجهِها تُكتَبُ

أجَبتَها ... لَيسَ لي مِن غادَةٍ  ... فَكَيفَ مِنها أغضَبُ ؟

كَأنٌَما سَرٌَها ذاكَ الجَواب  ...  فَدَنَت  إلَيٌَ تَقرَبُ

وأسبَلَت لي جَفنَها  ... يا وَيحَها ...  ما هكَذا أرغَبُ

فأنا من ( هاشِمٍ )  ... ولَها يَنتَهي النَسَبُ

أجَبتها  ...  أستَدعِها عَشيرَتي  ... لِوِدٌِكِ  أخطُبُ  ؟

سادَةُُ نَحنُ في قَومِنا العَرَبُ

تَبَسٌَمَت  ...  في شَعرِها تَلعَبُ

نَظَرَت  إلَيٌَ من طَرفِها  ... كَأنٌَها لِمُهجَتي تُداعِبُ

قُلتُ في خاطِري  ... وأنا غاضِبُ

كَيفَ أستَعجِلُ  قَبيلَتي ... ولِلجِهازِ  أجلُبُ ؟

ومَتي يَحضُرُ شُيوخَنا من هاشِمٍ ... يا لَهُ النَسَبُ ؟

يا وَيحَها عَشيرَتي  ... مَتى إذاً  خِيامَها  تَضرُبُ ؟

بقلمي

المحامي  عبد الكريم الصوفي

اللاذقية     .....     سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق