الثلاثاء، 30 أبريل 2019

قراءة في قصيدة أحلي خبر لنزار قباني بقلمي " عبير صفوت

قراءة في قصيدة أحلي خبر
لنزار قباني
بقلمي " عبير صفوت "
...............
القصيدة
كت بتُ (أحبُك) فوق جدار القمر
(أحبُّك جدّاَ)
كما لا أحَبَّك يوماً بشَرَ
ألم تقرأيها ؟ بخط يدي
فوق سوُر القَمَرّ
وفوق كراسي الحديقة
فوق جذوع الشَجَر
وفوق السنابلِ
فوق الثمَرّ
وفوق الكواكب تمسحُ عنها
غُبار السَفَرّ
حفرتُ ( أحبُّك) فوق عقيق السحر
حفرت حدود السماء ِ
حفرتُ ....مر...
ألم تُبّصريها ؟
علي ورقات الزهَرّ
علي الجسر  ،والنهر ، والمنحدرّ
علي صدفات البحارِ
علي قَطَراتِ المطرّ
ألم تَلّمحيها ؟
علي كلّ غصن
و كلّ حصاة و كلّ حجرّ
كتبت علي دفتر الشمس
احلي خبر
(ُاُحبكِ جداّ)
فلتيكِ كنتِ قرأت الخبر 
**********

القراءة
اسم القصيدة يعتبر من الدوافع الأخبرية للفعل اللفظي للشاعر .
اللغة الفعلية الأسطورية طبعت لثام علي وجنتي القصيدة ، فكتب الشاعر فوق سطح القمر ( احبك جدا ) هنا نري الفرحة تتجلي في اللفظ مندفعة في حالة البهجة  والانبساط، وهنا يتفرد الشاعر التمجد في إطار النفس هو يحب خلاف البشر ، التقديس هنا للغة الشاعر هي التعبير بالأهمية لماهيات هذا الحب ، التسأؤل هنا هو نوع من الدعابة والتمضغ باللفظ وتكرار الأسطورية الخلاقة لشعور الاغراء في الحب ، واتساع رقعة الخيال في بهجة الحب ، فوق سطح القمر وفوق كراسي الحديقة شهقة خاطفة اخذت بنا من العلو الي السقوط ،  السقوط في عالم الطبيعة الخلابة والجمال ، هنا اخذنا الشاعر من الاسطورية الي الواقعية ، فوق جذوع الشجر ، فوق السنابل ، فوق الثمر ، الحركة الديناميكية هنا تداولت في إطار النسيج الحركي ، جعلتنا نتحرك ونواكب المشاعر مع الحركة  ، اللفظ هنا متناسق مع المعني والتعبير والإلقاء الجيد ، وفوق الكواكب يمسح عنها غبار السفر ، اخترق الشاعر هنا عالم الموجودات تتجلي خارج حدود الزمن ، التمس الشاعر هنا بكلماته الأفق وتزامن مع الخوارج حتي حفر عليها كلمة احبك ، بل يأخذنا الي لغة تأكيدية ، وانما يستعرض في منطوق الحركة الجيدة التي تاخذنا الي القناعة ونتجول معة كالفراشات ، فوق الجسر والنهر و المنحدر ، علي صدفات البحر ، علي قطرات المطر ،  ألم تلمحيها ؟
فهنا تجولنا أسطورية القارئ الرائعة ، من ثم دون علي دفتر الشمس ، وكأن الشاعر يطلب من الشمس ان تستعرض جمال السرد والتعظيم بالحب في لمحة من لمحتها عندما تنثر الاشعة الذهبية في الأنحاء ، أحبك جدا ، ليتك كنت قرأت الخبر .
يربط الشاعر هنا الخبر المجازي بالخبر تحقيقا في الواقع المستقراء لاحداث تمت برفاعة التأثير الفني الذي لازم مساحات شاسعة تربض بقلوبنا التي مازالت تعيش بين كلمات واحداث تجسدت برؤؤؤؤؤعة الإلقاء  .
بقلمي
عبير صفوت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق