الأحد، 28 أبريل 2019

'' كانت الأرحام أوطاننا بقلم فريدة صغروني خنساء بوزيد

'' كانت الأرحام أوطاننا ،
لذلك اغتربنا عنا بالولادة ''،،،
     ابن عربي

قلت  :

'' لذلك ، لا يجب قطع  الحبل السري
بين الأم و الجنين ،،،

و انا سوف تظل القدس حبلى بي ،
أو أنا حبلى بها ، إلى حين ،،،
تصبح أمي أو أصبح أمها ،،،
تصبح ابنتي أو اصبح ابنتها ،،،
هي التي تختار ، فأنا أخيرها ،
أن تلعب ما تشاء ،،،
دور الأمومة أو دور الأبناء ،،،

نحن الإثنتان في حالة مخاض دائم ،
حالة و لادة عسيرة ،
و هي الأطول في تاريخ الإنسانية ،،،

و ليكن ،،،

نموت الإثنتان معا ، أو نحيا الإثنتان معا ،،،

و لكن ، انتظر لحظة ،
ليس هناك موت في التاريخ ،
اقرؤوه قراءة إدراكية وجدانية ،،،
اقرؤوه قراءة حية ،،، تشبه البحر و فعله ....

رغم الولادة القاتلة في التاريخ ،
هناك تجديد ،،،
نعيد الأوطان و لها نستعيد ،،،
حركة التاريخ تشبه البحر ،،،
بحركة المد و الجزر ،،،
يجدد نفسه تلقائيا ، يلفظ ما يريد ،
و يحافظ على ما يريد ،،،

و مع ذلك و رغم الألم ،،،
لا أحبذ قطع ذاك الحبل السري ،
مع أوطاني ، أخشى إن قطع ،
أن تكون الغربة و يكون الندم ،،،
أخشى إن كنت بلا وطن ،
أن أعيش الوحشة و العدم ،،،

إذا كان الانفصال شرا لاغنى عنه ، لا بد منه ،،،

فالأمومة من أجمل الكلمات في كل اللغات،،،
لانها تهم كل الكائنات المغمورة بالحياة ،،،،
فيها كم !!!! هائل من الجمال ،،،
لا بل هي كل الجمال ،،،
و لكن ، ما ينغصها هو كلمة الانفصال ،،،

لأنه في حالة القطع ، نصبح غرباء ،،،
تخلق بيننا مسافة ،
كالمسافة بين الأرض و السماء،،،
رغم التقارب ، تظل مسافة ،،،

جربنا الانفصال العضوي عن أوطاننا
و جربنا و ابتعدت إحدانا عن الاخرى ،،،
و احتل الآخر تلك المسافة بيننا ،،،
احتلها ماديا فقط ،
لكن الاهم الحيازة الروحية ،،، العاطفية  الوجدانية ،،،
و التي بواسطتها تستعاد الحيازة المكانية ،،،

تلك هي الأوطان ،،،
ليست احزابا و لا حكومات و لا رعاة و لا رعيان ،،،
تلك هي الأوطان ،،،
تنبعث بالإدراك ، تثبت في الوجدان ،،،
و تتأسس ككيان و سط كيان '' ،،،

فريدة صغروني خنساء بوزيد حديث للوطن نشيد .2019/04/28

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق