الاثنين، 29 أبريل 2019

غربة في ضمير الشعر كتب زيد الطهراوي

غربة في ضمير الشعر

كتب زيد الطهراوي

قد لا يعرف قيمة الوطن الا من  هجره بأجنحة الشكوى من الحال ،و قد تحط به أجنحته في بلاد بعيدة؛ فيبكي ويبكي القريب و البعيد كما حصل مع  الشاعر المغترب رشيد سليم الخوري عندما هاجر الى البرازيل، فلم يجد فيها وطنه و لكنه تفاجأ بشدة البرد طيلة العام فصرخ بها قائلا:
أجميعُ الشُّهورِ فيكِ شباط
ٌ أَو ما للشِّتاءِ عَنْكِ انْصِرامُ
و كما أحس "جبران خليل جبران" بوطأة الغربة على الشباب فكان ثمرة هذا الشعور قصيدته الرائعة( المواكب) تلك التي فرق بها بين حياة "الريف" و هي حياته في وطنه "لبنان" و حياة المدينة و هي حياته في الغربة في " الولايات المتحدة الأمريكية" فكان لكل حياة وزن خاص و مفردات خاصة فاستعمل للحديث عن المدينة "بحر البسيط" بتفعيلاته المختلفة و طوله، و استعمل للحديث عن الريف بحر مجزوء الرمل بتفعيلته الوحيدة و قصره ،ليؤكد على صعوبة حياة المدينة و سهولة حياة الريف ، و هي قصيدة طويلة لم يبق منها في قلوب الكثيرين  الا أبيات تتحدث عن الريف و ذلك لعذوبتها و منها:
أعطني الناي وغنِّ .. فالغنا سر الخلود
وأنين الناي يبقى .. بعد أن يفنى الوجود
أما شاعر مصر و أمير الشعراء "أحمد شوقي" فقد أجبر على ترك وطنه و الرحيل الى "إسبانيا" فلم ندر أي مصيبتيه كانت أكبر: مصيبة الاغتراب أم مصيبة مشاهدة مجد المسلمين المحفور في "الأندلس" ؟ ليرسل باقة شعره الى وطنه الذي هجره مكرها و ما زال أبناؤه و أحفاده في مصر و الوطن العربي الكبير يرددون بيته الشهير:
وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق