جثم الويلُ علينا ومضى
بعدَ ظلْــــــمٍ جئْـــتني يا ذكْرياتــــي*****والأماني بيـــــــن موْتٍ وحياةِ
بعد قهْرٍ عِــــــشتُه في السنـــــواتِ*****حَملتْ كلَّ عذابِ الكائــــــــناتِ
ظــــــلّ فيها شبــــــحٌ بالظّلـــــماتِ*****فهوَتْ عيْني وَسُدّتْ طُــرُقاتـي
ورمتْ شمْلــي بعُـــــنْفٍ وعُـــــتوٍٍّ*****والصّبا نشوانُ والــحبُّ موّاتـي
فاحْفظيها في المآسي الخالـــــــداتِ*****أو دعيها ترْتوي من عَــــبَراتي
واسْكني في عُمقِ أحْشائي عساني*****أجدُ الســــلْوى تُداوي زَفـــراتِي
////
جثــــم الويلُ علـــــينا ومــــضى*****حقباً سُوداً ودهـــــــــــــراً مُقبضا
كلّــــــما عــــــودُ ثقــــابٍ أوْمـضا*****هــــجمَ اللّيلُ بعــــــنفٍ مُعرضا
ودُجىً كالرّعْب في جَوْفِ اللّـــــظى*****هتـــــكَ الفجرَ مــساءً ومضى
كان رُعــــــباً عسْـــكريا مُغـــرضاً*****هَبَّ ظُلما وتوارى في الفـــضا
هاجمَ الحـــــــــبَّ بكُــــــرْهٍ وارْتضى*****قتْلَ فـــــجْرٍ قـــــدْ بدا أبْيضا
جاثــــــماً فــــــوقَ فُلٍّ فاتـــــــــــنٍ*****في ربيـــــعٍ يَشْتهي أن ينْهضا
////
حانَ اقْتــــــــباسِ أنـــوار اليراعِ*****يافؤادي ويْك،هــــــــيّا لا تُراعي
قدْ تَدانى الــــــــبحرُ من بعدِ امْتناعٍ*****وغـــدتْ دُنْيانا قـــــــيْد ذراعِ
هذه الجــــــنّةُ ياويْـــــــحَ الأفاعي*****نَفثتْ في زهـْــــرِها سُمّ الخداعِ
يا يراعي طُــــــفْ بِهاتيكَ البـــــــــقاعِ*****وتهـــــــيّأْْ للــــــــــقاءٍ ووداعِ
لا تدعْني في مـــــــتاهات الصّراعِ*****ضاعََ عُمري،ويْحَ للْــعُمرِ المُضاع
والتمسْ قَـــــــــــــــفْزةَ بعْثٍ ومتاعِ*****تحْــتَ أُفْقٍ صادحٍ صافي الشعاعِ
////
أيّــــــها الفــجرُ بلادي مـا عَـــــراها؟*****كيــفَ أضحتْ عِبْرةً في شقاها؟
أوَ حــــــقّاً قَربتْ مـــــنْ مُـــــنتهاها*****هــــذه المحـــــنةُ وانْجابَ دُجاها؟
أغـــــداً تسْتـــــــقبلُ الــــــدنيا مُناها*****حــــرّةً تشدو بمكنونِ هَـــــــواها؟
وأرى حــــــرّيةَ عــــــزٍّ حـــــــماها*****لم يُضِعْ عُـــــقْباهُ من ماتَ فداها؟
أيّـــــها الفــــــجرُ تأمّلْ أتـــــــراها*****أنت مــــن فِضَّتِها أيـــــــنَ سناها؟
ذُذتَ عــــــنها وتقــــــدّمْتَ خُطاها*****يــــومَ قالوا:خسرَ النــــــصرُ فتاها
////
أيُّ بُشرىً زَفّـــــها نــــــوْرسُ البحْر؟*****من أَداءِ ذلك الـــطير المُغنّــي؟
هزّ قلبي صــــــوْتهُ،إذْ مسّ أذْني*****أَلــــحُبٍّ،أمْ لسلمٍ،أمْ تَمـــــــــــــــنّي؟
يا بشيرَ الحُبّ لا يُزعِجْكَ ظــــــــنّي*****أنا ظـــــــمآنٌ إلى الشّـــدْو فزدني
حملتني النّفسُ في صــمتٍ وحزنٍ*****أيُّ عيْـــــشٍ بعدها تـــــشْتاقُ عيني؟
صاح قلبي:إنْ تدعْني لسْتَ منّــي*****إفْتـــــحِ البابَ ونَـــــــــــحِّ القيْدَ عنّـي
لا تدعْــــــني أمْقُتُ العُـــزْلة إنّي*****قد سئمتُ اليوم في كـهْفِ سجْـــــــني
////
ذا نشيدي مِنْ جُنوني ذا غِنائي*****هو ذا الفــــــــــجرُ فـهيّا يا أصـــــدقائي
إفتـــــحوا نافذةً عبـــــــر الفــــضاء*****إفتـــــحوها لأرى وجْـــــــهَ السّماء
في ظلال الحُبّ أو نـــــــورِ الصّفاء*****حنَّ تغْــــريدي لِنَظْــــــمي وغنائي
فاتْركوني بــــينَ أمْــــــــواج الضياءِ*****وارْقُبوا فوقَ المــــــــصابيحِ لِقائي
لا تقـــــولوا كيــــفَ أضْحى مُستبدّا*****حاكمٌ في مـــــــــوْطنٍ خالي النّماء
قد سمعْتُم دعْوتـــــــــي يا رفاقي*****وعلمتُمْ ما طمــــــــــــــــــوحُ الشعراءِ
محمد الدبلي الفاطمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق