الجمعة، 3 مايو 2019

جثم الويلُ علينا ومضى بقلم محمد الدبلي الفاطمي

جثم الويلُ علينا ومضى

بعدَ ظلْــــــمٍ جئْـــتني يا ذكْرياتــــي*****والأماني بيـــــــن موْتٍ وحياةِ

بعد قهْرٍ عِــــــشتُه في السنـــــواتِ*****حَملتْ كلَّ عذابِ الكائــــــــناتِ

ظــــــلّ فيها شبــــــحٌ بالظّلـــــماتِ*****فهوَتْ عيْني وَسُدّتْ طُــرُقاتـي

ورمتْ شمْلــي بعُـــــنْفٍ وعُـــــتوٍٍّ*****والصّبا نشوانُ والــحبُّ موّاتـي

فاحْفظيها في المآسي الخالـــــــداتِ*****أو دعيها ترْتوي من عَــــبَراتي

واسْكني في عُمقِ أحْشائي عساني*****أجدُ الســــلْوى تُداوي زَفـــراتِي
////
جثــــم الويلُ علـــــينا ومــــضى*****حقباً سُوداً ودهـــــــــــــراً مُقبضا

كلّــــــما عــــــودُ ثقــــابٍ أوْمـضا*****هــــجمَ اللّيلُ بعــــــنفٍ مُعرضا

ودُجىً كالرّعْب في جَوْفِ اللّـــــظى*****هتـــــكَ الفجرَ مــساءً ومضى

كان رُعــــــباً عسْـــكريا مُغـــرضاً*****هَبَّ ظُلما وتوارى في الفـــضا

هاجمَ الحـــــــــبَّ بكُــــــرْهٍ وارْتضى*****قتْلَ فـــــجْرٍ قـــــدْ بدا أبْيضا

جاثــــــماً فــــــوقَ فُلٍّ فاتـــــــــــنٍ*****في ربيـــــعٍ يَشْتهي أن ينْهضا
////
حانَ اقْتــــــــباسِ أنـــوار اليراعِ*****يافؤادي ويْك،هــــــــيّا لا تُراعي

قدْ تَدانى الــــــــبحرُ من بعدِ امْتناعٍ*****وغـــدتْ دُنْيانا قـــــــيْد ذراعِ

هذه الجــــــنّةُ ياويْـــــــحَ الأفاعي*****نَفثتْ في زهـْــــرِها سُمّ الخداعِ

يا يراعي طُــــــفْ بِهاتيكَ البـــــــــقاعِ*****وتهـــــــيّأْْ للــــــــــقاءٍ ووداعِ

لا تدعْني في مـــــــتاهات الصّراعِ*****ضاعََ عُمري،ويْحَ للْــعُمرِ المُضاع

والتمسْ قَـــــــــــــــفْزةَ بعْثٍ ومتاعِ*****تحْــتَ أُفْقٍ صادحٍ صافي الشعاعِ
////
أيّــــــها الفــجرُ بلادي مـا عَـــــراها؟*****كيــفَ أضحتْ عِبْرةً في شقاها؟

أوَ حــــــقّاً قَربتْ مـــــنْ مُـــــنتهاها*****هــــذه المحـــــنةُ وانْجابَ دُجاها؟

أغـــــداً تسْتـــــــقبلُ الــــــدنيا مُناها*****حــــرّةً تشدو بمكنونِ هَـــــــواها؟

وأرى حــــــرّيةَ عــــــزٍّ حـــــــماها*****لم يُضِعْ عُـــــقْباهُ من ماتَ فداها؟

أيّـــــها الفــــــجرُ تأمّلْ أتـــــــراها*****أنت مــــن فِضَّتِها أيـــــــنَ سناها؟

ذُذتَ عــــــنها وتقــــــدّمْتَ خُطاها*****يــــومَ قالوا:خسرَ النــــــصرُ فتاها
////
أيُّ بُشرىً زَفّـــــها نــــــوْرسُ البحْر؟*****من أَداءِ ذلك الـــطير المُغنّــي؟

هزّ قلبي صــــــوْتهُ،إذْ مسّ أذْني*****أَلــــحُبٍّ،أمْ لسلمٍ،أمْ تَمـــــــــــــــنّي؟

يا بشيرَ الحُبّ لا يُزعِجْكَ ظــــــــنّي*****أنا ظـــــــمآنٌ إلى الشّـــدْو فزدني

حملتني النّفسُ في صــمتٍ وحزنٍ*****أيُّ عيْـــــشٍ بعدها تـــــشْتاقُ عيني؟

صاح قلبي:إنْ تدعْني لسْتَ منّــي*****إفْتـــــحِ البابَ ونَـــــــــــحِّ القيْدَ عنّـي

لا تدعْــــــني أمْقُتُ العُـــزْلة إنّي*****قد سئمتُ اليوم في كـهْفِ سجْـــــــني
////
ذا نشيدي مِنْ جُنوني ذا غِنائي*****هو ذا الفــــــــــجرُ فـهيّا يا أصـــــدقائي

إفتـــــحوا نافذةً عبـــــــر الفــــضاء*****إفتـــــحوها لأرى وجْـــــــهَ السّماء

في ظلال الحُبّ أو نـــــــورِ الصّفاء*****حنَّ تغْــــريدي لِنَظْــــــمي وغنائي

فاتْركوني بــــينَ أمْــــــــواج الضياءِ*****وارْقُبوا فوقَ المــــــــصابيحِ لِقائي

لا تقـــــولوا كيــــفَ أضْحى مُستبدّا*****حاكمٌ في مـــــــــوْطنٍ خالي النّماء

قد سمعْتُم دعْوتـــــــــي يا رفاقي*****وعلمتُمْ ما طمــــــــــــــــــوحُ الشعراءِ

محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق