الخميس، 16 مايو 2019

حدث لي بقلم د. عبدالله دناور

َ ـ حدث لي..  ـ
ــــــــــــــــــ
لأصحاب البيوت مع المستأجرين فصول ونوادر هي من المضحك المبكي..جرت العادة أن أقبض راتبي الشهري وقبل أن أصل البيت ـ عفوا ـ  أقصد قبل أن يصل الراتب إلى البيت أكون وزعته على مستحقيه أبدأ بصاحب العيادة فمحله في طريقي..  وقد يكون الأمر قبل انتهاء الشهر بيوم أو يومين والحق يقال وللأمانة إنه رجل طيب وخلوق وهو من النوادر دائما يقول لي لمَ أنت مستعجل لم ينته الشهر بعد ربما أنت محتاج فأقول له لقد قبضنا وهذا يا سيدي حقك أحبّ أن أخلص من هذا الهمّ.
أما صاحب البيت فالعادة أن أقبّضه في الرابع من كل شهر هكذا عقد الآجار يتصل بي فأعطيه وفي الشهر الذي نقبض فيه قبل انتهاء الشهر أتصل أنا فأخذها الرجل عادة فصار يتصل. قبل أن أقبض.
لكن الغريب في الأمر هذا الشهر لم يتصل وحدث أن  تأخر القبض ليومين بسبب العطل ومرّ الرابع من الشهر الجديد ولم يتصل.. هاتفته ومع ذلك لم يأت مرّ العاشر من الشهر .. فبادرت مرة أخرى واتصلت به قلت ربما يؤخر الأمر ليدفع فواتير الماء والكهرباء ويأخذها مع الآجار أو ربما ينوي فعل الخير في هذا الشهر الكريم أسوة بالبعض من أصحاب الخير الذين لم يأخذوا آجار شهر رمضان تضامنا مع النازحين رغم أني كنت أستبعد الأمر كثيرا.. هذه المرة اتصل بي الثانية عشرة ليلا..وهو في السيارة وبدون أن يتحرك أو ينزل من مقعده قال وهو يعدّ..  والله ما كنت سآتي اليوم كنت أنوي التأخير إلى قرب انتهاء شهر رمضان المبارك لأجعل الآجار. ـ خرجيّة العيد ـ هكذا قالها بكل برودة.. ضحكت وقلت له..والله الأحسن لو أنك أخرت الأمر للعيد لتعطي الأولاد عيديات فآجار الشهر بالحفظ والصون. . وقتها انتهى من العدّ قال.. شكرا يا دكتور آسف على الإزعاج وانصرف يكاد يطير بسيارته.
ــــــــــــــــــــــــــــــ د. عبدالله دناور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق