إتقان لغة الغير:
---------------
في نظري شيء جميل جدّا ,لاضير أن نتعلم عدّة لغات مهما كانت .
والفائدة التي نجنيها من وراء ذلك هي التضلع في علوم أولئك الأقوام والاطلاع على حضاراتهم ,وحذو حذوهم في كلّ مامن شأنه أن يثري قاموسنا المعرفي ويطور مجتمعاتنا في جميع النواحي وأن نستطيع التعامل مع الأجانب في مختلف المجالات في كلّ ماهوايجابي بندّية دون شعور بالّدونية.
فالعقل البشري هو العقل البشري ,والفكر هو الفكر والفروقات الفردية موجودة في كل المجتمعات وكل البيئات .وقد يبرع من أبناء مجتمعنا على مجتمعات أخرى والعكس صحيح .فلا نبخس أشياءنا أو أشياء غيرنا فالجميل جميل يفرض نفسه بنفسه والقبيح قبيح يزيح نفسه بنفسه شئنا أم أبينا هنا أوهناك وبالتالي فالصّالح من الأشياء والمنطق السليم هو الذي يعم في النهاية.
أما أن نتعلم بعض الألفاظ من لغات أخرى نتبجّح بها لنظهر أننا قد تحضّرنا فذلك ضرب من المحال وإحساس بالنقص وضعف في الشخصية ,اللهم الا اذا كانت تلك الألفاظ غير موجودة في لغتنا .
أما كان من الأحسن إذا تطلّب الأمر أن نخاطب من ليس لهم إلمام بلغتنا أن نتكلم معهم بلغتهم بطريقة سليمة كما أسلفت لأننا نتقن لغتهم .أما إن خاطبنا أهل بيئتنا بلغة غيرنا وهم لايفهمونها فقد تعدّينا وظلمنا أهلنا.وفي اعتقاد البعض أنهم قد ارتفعوا وسموا عندما فعلوا ذلك ومايزيدهم الا انحطاطا أمام من يخاطبون وما فعلوا ذلك الا لعقدة في أنفسهم لأنهم يحسون أنهم عندما يتكلمون لغة غيرهم قد صاروا مثل أولئك فأنت أنت وطينتك هي طينتك وجنسك هو جنسك ولن يقبلك الذي أردت أن تنتمي إليه مهما تزلفت .
والشيء الآخر الذي لاأحبذه أن نتكلم بلغة هجينة ممزوجة بين لغتين وهنا تكون شخصيتك نصف نصف .فلتكن لبقا حسب المتلقي تكلّم الأولى بطلاقة أو الثانية بطلاقة هكذا تريح وتستريح فلكل مقام مقال .وإذا لم يكن لديك لاهذا ولاذاك فلا تتعدى بما ليس عندك فستكون أضحوكة لمن يستمع إليك.
وفي الأخير أنصحك إن عجزت عن كل هذا تعلّم لغة بسيطة سهلة تخاطب بها أيا من المجتمعات المختلفة تتكلم بها حسب فهم المستمعين وحسب الموضوع الذي أردت إيصاله وتبليغه فلاتُحرج فتفيد وتستفيد.هذا ماأراه ومقتنع به ولكم واسع النظر .
بقلم "محمد حمريط"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق