الأربعاء، 8 مايو 2019

العبور المحامي عبد الكريم الصوفي

(     العبور   )

دَربُُ  تَلوذُ بِهِ  الورودُِ والزَنابِقُ بالبَهاءِ تَرفُلُ

والزُهورُ في  حِماه  ... قَوافِلُُ  قَوافِلُ

قالَت لَقَد  سَئِمَ  الصَبرُ في روحِنا  ...   وأفلَسَ الأمَلُ  

وغَدا دَمعنا  مِنَ المَآقي  حَرٌَةً يَهطلُ

وحُرقَةً  في العُيونِ  ... أما  لَها  بَدائِلُ ؟

هذي البِلاد  ...  غَريبَةٌ  عَن  طَبعِنا  ...  والكُلٌُ مُنشَغِلُ

كَيفَ  نُمضي  حَياتَنا  في جَوٌِها ؟  وفي السَرابِ نَأمَلُ ؟

إنٌَها الغُربَةُ  يا فارِسي ...  فَلِما لا نَعود  ولِما لا نَرحَلُ ؟

حَزينَةٌ مُهجَتي  ... والغُربَةُ يا وَيحَها  كَم تُثقِلُ ؟

يا لَها  من حَياة  ... يا مَوطِني كَم  يَطولُ بِنا  ذلِكَ الأمَلُ  ... ؟

كَيفَ  يَشدو خافِقي في غُربَتي والدَمعُ يَنهَمِلُ ؟

وَكُلُ  شَدوِي  إلَيك ... رُغمَ  الفِراق  رَسائِلُ

يا مَوطِني  ... حَتى الشَقاءُ على تُرابِكَ أجمَلُ

مَن يَرحَلُ عَن الدِيارَ  ...  فَمَن بِهِ يَحفَلُ ؟

يَحبو على رُكبَتَيه  في غُربَةٍ  وشَمسهُ تَأفُلُ

لا تَعيشُ خارِجَ حَقلِها تِلكُمُ السَنابِلُ

أجَبتَها :  هَيا نَعودُ  لِلدِيارِ  ...يا بُؤسَهُ الغافِلُ

قالَت وهل  نمشي الهُوَينَةَ  ... يا فارِسي المُبَجٌَلُ ؟

قُلتُ لا ...  بَل نُسرِعُ  ...  لا يَنفَعُ التَمَهٌُلُ

كَما  الطُيورِ  ...  جامِحاتٍ  ضاقَها  التَعَجٌُلُ

وفي طَريقِ  العَودَةِ  ...  صِرنا نُرَدٌِدُ النَشيد ... في غَدٍ نَصِلُ

رَبٌَاهُ كَم يَحلوا لَنا ذاكَ النَشيد ... وكَم بِهِ نَحفَلُ ؟

يا لَلجَمالِ   ...  حينَما  لِلنَشيد  ... في حِرقَةٍ  نُرَتٌِلُ

تُرَدٌِدُ ألحانَنا تِلكَ الرُبى  زاهِيات  ... ويَطرَبِ الجَبَلُ

بقلمي

المحامي  عبد الكريم الصوفي

اللاذقية     .....     سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق