الثلاثاء، 7 مايو 2019

قصة قصيرة ----------->[ نَفِيسٌ بعدما فُقِدَ .. !! بقلم : ---------> [ عادل إيموتيڤو

* قصة قصيرة ----------->[ نَفِيسٌ بعدما فُقِدَ .. !! ]

- في سوق أسبوعي مخصص للقطاني يسمى بسوق " الرّحبَة " تفوح منه رائحة التجارة مُمتدة في ضوضاء التفاوض و إبرام الصفقات إلى خارج أسوار السوق ..
- إذ دخل شاب السوق يبتغي إبتِيَاعَ قنطارا من القمح .. فأول ما صادف في مشواره الشرائي رجلا عجوز تبدو عليه ملامح الطيبوبة و الحكمة  يضع أمامه قنطار قمح نقي من الشوائبَ و لبُّهُ كالجوهر شفاف لا غدر فيه و لا خداع إذ ينتسب نباته الطيب من تربته الطيبة ..

    - أقبل الشاب عند الرجل صاحب قنطار القمح فقال ؛ جميل هذا القمح .. سيدي .. كم ثمنه ؟؟
   - فرد عليه الرجل العجوز ؛ كما ترى يا بُني فحبات القمح طيبة جميلة لا تسوس فيها و لا شوائبَ تُزاحمها في قنطارها .. و إني أحسبها لك بمئتان و خمسين درهما فقط لا تبخيصا لقيمتها و إنما أحببت أن تقر عينك بها و يرتاح بالك ..

-  فقال الشاب في نفسه متعجبا ؛ .. هذا الخير كله عند مُستهل السوق !!! ؟؟؟ .. فكيف إذا دخلت أُسبِرُ أغواره و أستَجلِي أركانه ؟؟ .. طبعا سأجد الأجود و بثمن أقل مما أقترحه عليَّ الرجل العجوز .. ثم قال ؛ .. يا عَم لقد رأيت ما سرني و إني أنوي القيامة بجولة حول السوق ..
  - فرد عليه الرجل العجوز ؛ نعم .. على الرحب و السعة تفضل يا إبني .. فالسوق كله أمامك و أنت فقيه نفسك ..

  - و أقبل الشاب في الغوص داخل السوق يبحث عن الأجود و الأقل ثمنا .. فيسأل هذا و ذاك فلا يجد إلا سلعة نصفها قد مَسَّهَا السوس و نصفها الآخر شوائب و بثمن باهض يخرج من أفواه المُغرِقين و المُغالِين على عكس الرجل العجوز الطيب ..
        .. فنكص على عقبيه قائلا ؛ آاااهٍ .. الرجل العجوز ..
   - لقد تذكر الرجل العجوز و سلعته الطيبة النقية الصافية ..
    ..  فهرع عائدا وسط الزّحام مُتلهفا مدخل السوق و قد أعياه البحث و كله أمل أن يجد الرجل العجوز و سلعته لكن مع وصوله لم يجد إلا حارس بوابة السوق .. فبادره بالسؤال عن الرجل العجوز صاحب قنطار القمح ..
-  فأجابه الحارس ؛ نعم .. لقد باع سلعته وقد أبكر في الرحيل ..

  - فغادر الشاب السوق من بابه الضيق خاوي الوفاض منهك القوى مُغبَرَّ الثياب وَاضِعًا يده فوق رأسه و الندم و الحصرة يأكلان جوانبه و أحاسيسه ..  

            بقلم : ---------> [ عادل إيموتيڤو ]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق