البـــــــدوي والــــــرباب
----------------------------
انقطع جبار ذات يوم عن محلتنا، بينه وبين سكان وبيوتات محلتنا ارتباط وجداني
لا نعرف له مكاناً يسكن فيه، غابت عنا أخباره، ذات يوم وانا اتجول في أحد الشوارع
اذا صوت الرباب يعلو وحنجرة جبار تشدو من احدى المقاهي، كدت أنسى جبار، والرباب، وانا عائد من عملي، هابطاً الجسر، سقط بصري على حطام رجل، يقعي عند باب الجامع بأثوابه البدوية الرثة، عنق ذليلة منحنية مطرقة، كف مبسوطة مرتعشة ممدودة، هل هذا هو جبار؟ اقتربت منه تأملته لم يرفع بصره اليَّ، قدمت له سيجارة
أشعلتها ووضعتها في فمه، كان ساكتاً لا يتكلم مع احد عدا شدوه بالأشعار، رفع بصره قليلاً نحوي، اراد أن يتكلم ، أن يتذكر لكن الذاكرة لم تسعفه، لقد هصره وعصره الزمن
أحاله الى كائن مهمل تجتازه أقدام المارة، يا جبار أين الرباب حبيبتك؟ اين الشدو؟
أين الصوت العذب؟ انسابت الدموع من مقلتي جبار، انتحب بصمت، لم احتمل المشهد
نهضت متعثراً بقدمي مبتعداَ عنه، انثالت فجأة أغاني الشدو، شدو جبار في ذاكرتي
رددتها واحدة واحدة مع نفسي، منها عرفت آلام جبار ومن أين جاء وأين يسكن!
سيهصرني الزمن أنا الآخر وكل آخر، وأجهشت بالبكاء، بعض المقاطع لشدوٍ بدوي حزين، عن فراق الأهل والوطن وحكاية الوطن.
*********
د.المفرجي الحسيني
البدوي والرباب
العراق/بغداد
7/5/2019
الثلاثاء، 7 مايو 2019
البدوي والرباب بقلم د.المفرجي الحسيني
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق