الخميس، 18 أبريل 2019

أرى الأنثى بلا سببٍ تهانُ بقلم محمد الدبلي الفاطمي

أرى الأنثى بلا سببٍ تهانُ

لِما الأنثى يُقاومُــــــها الذّكورُ***ونحنُ على الرّحى دوماً ندورُ؟
أليستْ نصفنا جسداً وروحاً؟***لـــــــــــماذا يستبدّ بنا الغرور؟
نُعنّفها ونطــــمعُ في هواها***وسوءُ الفعل يعقـــــــــــبُهُ النّفورُ
فلا التّأنيثُ ضُعفٌ في النّساءِ***ولا الذّكرانُ كلّهمُ الصّـــــــقورُ
فكنْ دوماً مع الأنثى لطيفاً***فإنّ اللّطــــــــــفَ يتبعُهُ السّــرورُ
////
نُحبُّ البربريّةَ في الرّجال***ونفخرُ بالــــــــتّعالي في الخصـالِ
ونعتقدُ اعتقاداً ظلّ وهماً***بأنّ العنفَ مفْـــــــــــــــخرةُ الرجالِ
وهذا في الحقيقة سوءُ فهمٍ***ترسّخَ في العقــــــــولِ لدى البغالِ
تأمّلْ حالنا سترى شــــعوباً***من الغوغاءِ تعْبــــــــثُ بالخـلالِ
تربّتْ في بيوتِ الظّلم ليلاً***على قيمٍ حَوتْ ســــــــوءَ الفـعالِ
////
لمَا الأُنثى تهانُ بلا سببْ؟***لماذا يسْــــــــــتخفُّ بها العـــربْ؟
يسيئُ إلى كرامتها رجالٌ***تربّوا كالوُحـــــوشِ على الغـضبْ
ويُحرمُها الأقاربُ حقّ إرثٍ***لأنّ الجهلَ كانَ هوَ السّــــــــببْ
وتُمنعُ منْ تعلّمِها وتبْقى***أســـــــــــــــيرةَ بيتها ترْجو الهـربْ
وليستْ في الحقوقِ كما اللّواتي***بمُجتمع التّحـــــضّرِ والأدبْ
////
أرى الأنثى بلا سببٍ تهانُ***ويؤْذيها الـــــــــتّحـــرّشُ واللّسانُ
تعاملُ في البيوت بلا احْترامٍ***كخادمةٍ يلاحِقُــــــــــها الــهوانُ
وتُضرَبُ إن أبتْ أنْ تستجيبَ***وتتّهمُ انتقـــــــــــــاماً أو تهـانُ
وإن هرِمتْ كأمٍّ أهْــــملوها***وشرّدها بقـــــــــسْوتِه الزّمــــانُ
وما الأنثى سوى أمٌّ وزوْجٌ***وأختٌ في شريعَتِنا تـــــــــــصانُ
////
أحبُّ بـــــنيّتي حبّا جميلا***وأسْعدُ حين تمْنحـــــني الجـــــميلا
أحسّ بأنّها سكنتْ فُؤادي***بحبّ في القــــــــلوب غدا جلــــيلا
حياةُ بنيّتي أحْيتْ حياتي***فكانتْ زهرةً فاحتْ عـــــــــــــــليلا
تزوّجت القرنفلةُ اختياراً***وكانَ زواجُــــــــــــــها فعلاً أصيلا
وشرّفتِ الأقارب والأهالي***لأنّ وفاءَها ابْتكرَ السّــــــــــــبيلا
////
سألتُ الله ربّ العالمــــينا***مُعاقبــــــــة الذُّكورِ الظّالمـــينـــــا
يسومون النّساء أذىً وظُلْماً***وشرُّ النّاس من أضحـــــى لعينا
ألمّا تعلموا أنّا ابــــــــــتلينا***بداءِ المـــــــــــشركين المارقـينا؟
فصــــــرنا أمّةً من دون دينٍ***لأنّ الدّينَ يَنهى المســــــــلميـنا
ركبْنا كلّ فعلٍ مُستــــــطير***فَشيْطننا التّـــــــخلّفُ أجْمعـــــينا
////
دعوني أسألُ العقلاء علما***ومن حازوا الهدى وعياً وفهــمـــا
لماذا حول أنفســـــنا ندورُ؟***وهلْ هجر الهدى كيــــــفاً وكمّا؟
أليس الفاسدون هم الذّكورُ؟***ولوْ نطق الزّمان لـــصارَ حُكمــا
نغالطُ في الحقائقِ دون فقْهٍ***ونُدلي بالذي قد ظلّ وهْــــــــمـــا
ونتّهم الأنوثةَ بالتّـــــــدنّي***ونحْنُ القاسِطُونَ هــــــدى وعلمــا
محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق