الخميس، 18 أبريل 2019

ـ إلى الجنة طارت ـ. قصة قصيرة بقلم د. عبدالله دناور

ـ إلى الجنة طارت ـ.           قصة قصيرة
ـــــــــــــــــــــ
فجأة نحلت واصفر وجهها وراحت تنزف من فمها وأنفها دما.. عولجت في المدينة وأخيرا أحالوها إلى العاصمةللعلاج لمدة شهر كامل.. وأخيرا رجعت بثوبها كفنها الأبيض ثوب الإنعتاق من الحياة وأسقامها..كان وقع الصدمة كبيرا ..ما صدّق أن الموت يخطف الأطفال بهذه السرعة..طفلة ما تزال في الصفوف الأولي.. فاجأه الأمر لأول وهلة حتى رآها نائمة كملاك.. صفراء اللون يشع وجهها نورا مع ابتسامة طفولية.. كأنها تحيّي الموت.. تري هل عرفت أنها ستطير إلى الجنة.. هكذا علّمونا أنّ الصّغار إذا ماتوا يحلّقون للجنّة.. مع آخر نظرة مرٍّ شريط الذكريات..
كانا يذهبان إلى المدرسة معا ويقرآن معا ويلعبان معا بكل براءة الطفولة.. وتذكّر آخر لقاء في ساحة القرية القديمة حيث يسكنان.. كان ذلك اليوم عاصفا والأمطار تهطل بغزارة.. كانت أنفاسها تتلاحق تسعل سعالا حادا. ورغم ذاك كانت ضحكاتها كزقزقة العصافير فرحة بالحياة.. كانا لوحدهما ببنما الأطفال يلعبون.. حينها قالت له غدا سنذهب إلى العاصمة.. فحدّث نفسه يا ليتني يومها عانقتها مودّعا وتمنّى لو لحق بها إلى الجنّة.. ذهبت وظلّ يذكر طيفها وآخر لقاء كلّ هذه السّنين ويزور قبرها الصّغير ليقرأ على روحها سورة الفاتحة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د. عبدالله دناور.                17/4/2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق