وَأَدوا السّلام.
حطَّتْ بقلبِ عروبتي الأسقامُ
وتوسَّدَ الصُّبحَ الجميلَ ظلامُ
وتَبَعْثَرَتْ أُسُسُ السّلامِ بِظُلْمِهمْ
وبِحِقْدِهمْ لبسَ الغروبَ حِمامُ
قد مزَّقوا ثوبَ المحبّةِ بيننا
نسجوا لنا من كُرهِهِمْ وأَقاموا
وأَدوا السّلامَ بأرضنا فتراشَقَتْ
بين الأخوّةِ للحروبِ سِهامُ
قَدّوا قميصَ عُروبتي وتَسَيّدوا
جاءوا بحجّة أَنّنا إسلامُ
وكأنَّ إرهابَ الشّعوبِ بديننا
ويُخَطُّ في منهاجِنا الإجرامُ
بغدادُ تذرفُ للشّآمِ دموعها
فتساقطتْ بردائِها الآلامُ
والشّامُ تغدو بالجراحِ سقيمةً
رقصَتْ على شهقاتِها الأصنامُ
في كلِّ زفرةِ لوعةٍ وتَوَجُّعٍ
صنعاءُ ترثي ضادنا وتُضامُ
فَرَّ النّسيمُ فشابَ جفنٌ للمسا
وطَغى على عينِ الضّحى الإظلامُ
كيف السلامُ ووردةٌ سقطَتْ هُنا؟
وتعَطَّرَتْ بدمائِها الأقزامُ
وكأنَّ في جُرحِ الطّفولةِ بلسَمٌ
وبهِ تغنّى العابثين وناموا
أينَ السّلامُ؟وقد غدَتْ صفحاتُنا
سودًا وجفَّتْ حبرُها الأقلامُ
يا أيّها الْخُبْثُ المقيمُ على الثّرى
في أرضِ يعرب ما علَتْ أوهامُ
إرحلْ فإنّا ها هُنا غَنّتْ لنا
أمجادُنا وعَلَتْ بِنا أعلامُ
فينا الوليدُ منارة نعلو بها
مِنّا الحبيبُ هدايةٌ وسلامُ
في السّنْدِ طافَتْ للسّلامِ حمامةٌ
فَتَنَعَّمَتْ من هَدِلِها الأقوامُ
سطعَتْ على أرضِ المغارب شمسُنا
فَدَنا لنا غربٌ وشُقَّ ظلامُ
في كُلِّ شبرٍ قد زرعنا وردةً
وتفوحُ في أعطارِها الأكمامُ
ولنا على دربِ الحياةِ عقيدةٌ
فينا السّلامُ ودينُنا الإسلامُ.
أدهم النمريني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق