الأحد، 30 سبتمبر 2018

همسات فلسفية الشاعر د.عز الدين حسين ابو صفية

همسات فلسفية ...

علامات على الطريق :::
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

يستمر الموكب في المسير ولا يتوقف رغم كَثرة المحطات على طول الطريق ، ليس بسبب استعجاله للوصول الى هدفه غير المعلن ، ولا لأن عاشقته تنتظره عند زاوية ركنٍ مُختفٍ عن الأنظار ، ولكنه كان قد رسمَ خَطَ سيرٍ مُبهم يريد من خلاله أن يصنع شيئاً لا يرضى عنه كل من فى الموكب ، وانما هي فلسفة سلوكه ومنطقة منذ أن كان وأصبح ، وسيستمر بذاك النهج رغم أنه يعلم جيداً بأنه لن يصل لمبتغاه الذي يضمره في صدره وعقله لان كل مقومات إعاقته عن الوصول ما زالت قائمة أمام كل توقعاته التي أصبحت فى حُكم المجهولة لعدم تدارك العلامات على الطريق والتى وضعتها أيادٍ خفية وان تلك الأيادي معروفة لديه بشكلٍ دقيق لانه تلقى منها كثيراً من الصفعات ، منها صفعاتٍ مرحلية وصفعات قرنٍ وصفعاتٍ أخرى مستمرة تتلاقي مع أيادٍ مُتعددة الأشكال والألوان والتوجهات ، وكذلك صفعاتٍ تمر عبر تاريخه وزمنه وفي كل عَقدٍ من حياته وحياة كل من هم في الموكب .
لم يمضِ قَرنٌ إلا وكانت تَحل بأهله كارثة يتغير معها وجه التاريخ وسطح الجغرافيا وتُثَبِتُ علامات أخرى على الطريق يصعب بالمُطلق ازالتها رغم كل المحاولات التي يسعى بها لتحقيق ذلك ، ولكن دون جدوى ، فتبقى كعلامات قوية وثابتة ، وتفشل أيضا كل المحاولات والقوانين لإزالتها ، وتضاعفت تلك العلامات على الطريق بحيث أصبحت بمثابة عائقاً صلداً أمام تحقيق أيٍّ من أهدافه في ظل ضياع كل ما لديه من مقومات التصدي و تراخي وعدم مصداقية الجهد المحلى والأقليمي و الدولي لوقف وضع العلامات على الطريق ، أو على الأقل إزالة ولو واحدة منها ، وذلك كونها أصبحت واقعاً مريراً تحاول الأيادي الأخرى أن تجعل من تلك العلامات أمراً واقعاً على الطريق الذي يسلكه .
ولا زال غيره يجهلون إلى أين سينتهي به وبهم المسير .

د. عز الدين حسين أبو صفية ،،،

       ٣٠ سبتمبر ٢٠١٨ م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق