الاثنين، 24 سبتمبر 2018

ليل الأمة الشاعر حسن كنعان

ليل الأمّة  :

ليلٌ تطاولَ  في همٍّ  وإخباتِ
ظنّا  بأنّ صباحا مشرقاً آتِ

نَقُدُّ  باليأسِ من سربالهِ وجعاً
ويَغرقُ الكون في أعماقِ آهاتِ

اللهُ أكبر كم ضاقت بنا سُبُلٌ
والشعبُ يدفع عنهُ صولة   العاتي

غَرْبٌ  تداعى  لنصًرِ الظالمين وما
رأيتُ  كالعُربِ  صُنّاعاً  لمأساتي

قد أشرقتُ  شمسُنا والسيفُ منجردٌ
والرمحُ  ينسجُ  للدنيا     حكاياتي

قومٌ  مع الوهمِ قد أوهى  عزائمهمْ
في معبد الخصم قولٌ : أنتِ مولاتي

يستعطفون ربيب الغدرِ راقَ  لهمْ
عيْشُ المذلّةِ   في  ثوبِ  المسرّاتِ

في غزّةِ  المجد جيلٌ للفدا  ركبوا
ضمْرَ الجيادِ  فعَزّوا فوقَ صهْواتِ

الحربُ يا مالكاً  للحربِ  عُدّتها
ليست سوى غضبةٍ لله  مُهداةِ

انظر إلى أمّةٍ  رفّت  بيارقُها
بالأمسِ كيف غدت نهب الملذّاتِ

من ضيَّعَ الدّينَ  لا تُعليهِ خِسّتُهُ
وما السلامةُ  في الدّنيا بمنجاةِ

تشعّبَ الشعبُ وانهارت بهِ عَمَدٌ
لمّا غدا  العيشُ فيهم محضَ ملهاةِ

تقطّعت بِهِمُ  أوصالُ  عزّتهمْ
يحيَوْنَ  في  ذِلّةِ  الدنيا  كأمواتِ

يا قومُ  قوموا  انفضوا عنكمْ غباركُمُ
ما أُحرِزَ  المجدُ  يوماً   بالهُتافاتِ

كلُّ  الشعوبِ تنادتْ  حولَ  رايتها
وأُمّةُ  الحقّ  شتّى  حولَ  راياتِ

فالدّينُ  سيفٌ  يريقُ  الظّلمَ إن حزبتْ
وفيهِ  عِزّتُنا  رهنٌ    بآياتِ

ما يفعلُ  السيفُ في الهيجاء تقبضهُ
يدٌ  بها شللٌّ  عن   دركِ  غاياتِ

شاعر المعلمين العرب
حسن كنعان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق