السبت، 29 سبتمبر 2018

التربية الشاعر د. المفرجي الحسيني

التـــــربية: اهـــــميتها ومــــكانتها فـــي الاســـــلام
-----------------------------------------------------------
يتميز الإسلام بنظرته الخاصة الى الإنسان، وان هذه النظرة تتسم بالشمول والعمق وتتركز اساساً على العلم. فللإنسان منزلة عالية في الاسلام. ويحتل في العقيدة الاسلامية منزلة لا تعلو عليها سوى منزلة الله (سبحانه)، فهو اكرم المخلوقات على الله، وكذلك فللإسلام نظرته الى المجتمع، فهو مجتمع يسدده الى الحق والعدل ويهدف الى تحقيق عزة الانسان وكرامته  مجتمع الإخاء والمساواة وهو مجتمع أساسه التكامل الاجتماعي وتحكمه العقيدة والشريعة الإسلامية، يدفع بالحياة إلى النمو وبطاقات الفرد الى الانطلاق، مجتمع أخلاقي يأخذ بالعلم الصحيح وفي سبيل إقامة هذا المجتمع. اوجب الإسلام على كل من الفرد والمجتمع تبعات ورتب لكل منهما حقوقاً.
فقد تميز التصور الاسلامي عند الانسان والكون والحياة بميزات معينة، اهمها وضوح الافكار التي بني عليها نظام حياة المسلم، وتميز هذا التصور ايضاً بمنطقية هذه المعتقدات ومعقوليتها وملائمتها لفطرته وعرضها عرضاً مقنعاَ.
اعتبر الاسلام العلم هو سبيل المسلم في الحياة.  وكانت الرحلة في طلب العلم من التقاليد العلمية الشائعة عند الطلبة المسلمين. والمقصود بالعلم: هو العلم لمفهومه الشامل الذي ينظم كل ما يتصل بالحياة ولا يقتصر على علم الشريعة او العلم الديني، فقد دعا القرآن الى النظر في ظواهر الوجود ومظاهر الحياة وجعل من الكون كتاباً للمعرفة ووجه القلوب والعقول والأبصار الى بدائع صنع الله منه ودعا الى التفكير في آياته وفهم نظمه ونواميسه، ففتح بهذا العرض والتوجيه باب العلم وحرر لعقول وأغرى بالبحث والدراسة والعلم.
ولقد عرف الاسلام المؤسسة التربوية منذ اللحظة الأولى لنزول الوحي، فنجد المسجد يشمل حلقات كثيرة لعلوم مختلفة، ما بين شرعية ولسانية وكونية، فكان كل مسجد بمثابة جامعة تتألف من عدة كليات. ومع التقدم الحضاري الذي حققه المجتمع الاسلامي بدأت مؤسسات اخرى تظهر نفسها على العالم الاسلامي، فأنشأت المدارس الملحقة بالمساجد، الا ان المدرسة كمؤسسة لم تنشأ فكرتها فجأة بحيث تتخذ هذه النشأة بوقت محدد، وانما جاءت تدريجية وتطورت.
كانت أهداف التربية في الإسلام تتفق وذلك التصور الاسلامي للإنسان وأهمها:
1. بلوغ الكمال الانساني.
2. تنشئة الانسان الذي يعبد الله ويخشاه.
3. تعمير الأرض.
لذا العلوم المختلفة طبيعية، ورياضية، وانسانية، ونظرية، او تجريبية او تطبيقية، فكلها علوم اسلامية طالما انها متفقة مع الاطار الاسلامي الصحيح.
ان اهداف التربية الاسلامية تتضمن تنشئة وتكوين الانسان العابد الصالح الذي يعرف ربه ويدين له بالطاعة والولاء، ويعرف نفسه ويقدرها حق قدرها في حدود العبودية لله وحده، فقد استخلفه في الارض ليعمر الحياة فيها.
للتربية الاسلامية أساليبها المتنوعة مع الغرض المطلوب، الا ان هذه الاساليب تتكامل فيما بينها لتحقيق اهداف التربية:
1. اسلوب القدوة الحسنة.
2. اسلوب الموعظة والنصح.
3. اسلوب الترغيب والترهيب.
4. اسلوب الاقناع والامتناع.
5. اسلوب المعرفة النظرية.
6. اسلوب الممارسة العملية.
ان اهم الاتجاهات التربوية في الاسلام:
1. الاهتمام بعلوم الدين والدنيا.
2. امتزاج العلوم بالعقيدة.
3. الاشادة بالعقل.
4. التربية التكاملية.
5. تربية سلوك الفرد.
6. الاعتراف بالفروق الفردية.
7. التربية الاسلامية تربية مستمرة.
**************************
د.المفرجي الحسيني
22/9/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق