السبت، 29 سبتمبر 2018

هدهدة الاوجاع والاحزان الشاعر د.المفرجي الحسيني

هــــدهدة الاوجـــــاع والاحــــزان
-----------------------
العصافير تشدو ترقص فوق سعف النخيل
مملكة النخل وطنٌ،
حبٌ،
جذورٌ في أعماق القلب
عشق الموت حُباً في النخيل،
تمتصني جذورها
ماءٌ ينساب،
تعرفين عشق العينين حد العبادة
تعلمت أكتم حب العيون،
مبارك أيها النخيل
سِفر تاريخك مأهول،
يكاتبني،
مرتعش بإيقاع الذكرى
لا شيء إلا ذكراك يا وطني،
الموغل في طيات السنين
باسمك أبحر في أعتى البحور،
أحلق في الأعال في السماء
أسقي الأرض الجفاف،
أحملك بين ارتعاش الجفون،
المبللة بدموع البكاء
أصنع للحياة جسر العبور، من رمش العيون
أمسح من مفرق هامك تراب الشقاء،
من جبينك وخديك ملح عرق البؤساء
أبى الحزن إلا أن يدق بابي،
بعنفٍ
لن أسمح له أن يلج داري،
علمتني
أن أكون قوياً وأنهض كالعنقاء من بين الرماد
أن أضع الهمّ في حفرٍ وأواريها الرمال
أرقص على  صحراء الألم
وطني المكبل بالأسلاك،
مجروح الفؤاد
علمتني
أن أرسم صور المشردين والمتسولين على مرآة الحياة
تجرأ الألم والحزن،
أن يمخر بحوري،
تعالت أمواجه
فار زبده وتراخى على شطآني،
سأزيحه بلساني
أهدئ الموجات بنفخات روحي،
أشرب المتبقي بعطشي المعهود
سأعتلي شواهق القمم الرواسي،
أغوص في لجج البحار
البابلي أنا يبحث عن عشبة الخلود
أخيلٌ أنا يعتلي صهوة العواصف وأمواج البحار
إنّي شاطئ الأمان ومرافئ العشاق ومرساة سفن الأوجاع
أحزاني...
طعمها طعم النهرين
نحيب خافت لأم ثكلى
كذبة الأمان والسلام
أجمع خيوط ضوء الشمس من المغارات وكهوف الصمت،
والإذعان بإذلال
أتسول مفردات لغة أخرى
تعرف قيمة الزهو والشموخ
تبقى آلامي،
أمزق صدري،
أقتلع الفؤاد
أحتال بهدهدة الأوجاع والأحزان
أحب الحياة وجمالها،
لا حياة بدونك يا وطني
**********
د.المفرجي الحسيني
هدهدة الاوجاع والاحزان
العراق/بغداد
29/9/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق