الجمعة، 3 مايو 2019

القصة القصيرة ------> [ جريمة الإشاعة بقلم [ عادل إيموتيڤو

القصة القصيرة ------> [ جريمة الإشاعة ]

-  في إحدى الطرق المنبسطة التابعة للأراضي المنخفظة ( هولاندا ) سيارة عامرة بالسعادة و المكونة من أب و أم و إبنهما " جوناس " البالغ الثامنة من عمره .. و الوجهة حديقة الحيوانات الوطنية .. فجأة صرخت الزوجة مذعورة  ؛ هووو.. " ستيڤان " إنتبه ..حيوان بري ..

     { هووو.. "ستيڤان " إنتبه .. حيوان بري }
- عبارة طالما ترددت على مسامعه بعدما أن فقد حبيبته و فلذة كبده في ذلك الحادث الدَّامي .. 
     و بعدما فقد وجوده و سعادته حل مكانهما الفراغ و الذي كان له الأثر السيئ على نفسيته.. إذ دخل في ما يشبه " الجمدة " و هو مرض نفسي خطير يتخذ طابع التخذير الكلي للأحاسيس في حالة من الإعراض عن العالم و إدارة الظهر كليا للوجود و كذا عدوانية داخلية هائلة تنفجر في فورات غضب فجائية ..

- لكن اُم " ستيڤان"  أخذت على عاتقها بأن تُعيد إبنها إلى الحياة فقررت أن تأخذه إلى طبيب نفسي فما فتئ أن مشروع فكرتها بدأ يؤتي أكله مع " ستيڤان " و بعد سنة و نصف من العلاج تماثل للشفاء إلى حد كبير .. غير أن غريزة الأبوة أخذت بالسيطرة على كيانه .. فكان كل ما قابل طفلا في عُمر إبنه إلا و حاول أن يَضُمَّهُ إلى صدره و يحمله بين ذراعيه و يلثمه بين عينيه لكنه كان يفتقر إلى الأسلوب المناسب للتواصل مع الأطفال إذ كان ناذر الكلام ..الشيء الذي أدى إلى نتائج كارثية ..
- إذ كان الأطفال الذين قابلهم " ستيڤان " يُحَدِّثُون أولياء أمورهم بالتصرفات التي تعرضوا لها من رجل غريب الأطوار مما تُرجِمَت تلك التصرفات على أنها تحرش بأبنائهم .. فشاعة عبارة " ستيڤان المتحرش بالأطفال " كالنار في الهشيم مع إشارات التحذير و التخويف ..
     .. فما كان إلا أن بدأت تلك العيون المملوئة بالريبة و الخوف و الإشمئزاز تصيب عيون " ستيڤان" مع عبارات السب و القذف في كل مكان و زاوية .. مُدَمِرة لكيان الشاب و تزيده الوضع تأزما و حرجا ..

     - و في يوم مُرتفع الحرارة من أيام فصل الصيف قرر " ستيڤان" الذهاب إلى المسبح التابع لبلدية " أمستردام" لاَ لِيَتَمَتَعَ بالسباحة أو ما شابه و إنما لِيُبَرهِنَ إلى الأمهات و الآباء أنَّ ما يَحملونه من أفكار ضده أنها مجرد أوهام و أفكار مريضة تسيئ إليه في المقام الاول ..

    - فكانت الخطة كالتالي و هي أن يقفز في حوض السباحة المخصص للأطفال ثم يصعد من الطرف الآخر للحوض دون أن يلمس أي طفل .. فبمجرد أن أقدم على القفز إلا و ذهب أحد الأهالي إلى " مُعلم السباحة " فذكر له أن متحرشا بالأطفال يسبح في حوض السباحة المخصص للإطفال .. فأطلق "معلم السباحة" صَافِرتَهُ آمرا الأطفال بالخروج السريع من حوض السباحة.. فكان المشهد  مُختلطا بين صوت الصّافرة و صرخات الإغاثة المنطلقة من الأطفال و أمهاتهم .. وقف لها " ستيڤان " مشدوها متجمدا  وحيدا في مكانه داخل المسبح و الناس مُتحولقين حوله ينظرون إليه بإستغراب وكأنهم ينظرون إلى قِرش مُتحول ..

   - إمتدت إليه أيادي الشرطة ليخرجوه من المسبح فذهبوا به إلى التحقيق ثم أطلقوا صراحه في عشية ذلك اليوم لتستقبله أمه في حظنها و الدموع تنهمر على مصير إبنها الذي أخذ مُنحَناهُ الهبوطي .. فأخذته إلى البيت وأطعمته ثم ألبسته منامته البيضاء .. و في الصباح الباكر خرجت أم " ستيڤان " إلى فناء المنزل لهتمامها بالبستنة إذ إنصدمت عيناها الغائرتان ببركة من الدم نَبعُهَا كرسي يجلس عليه " ستيڤان " فهرعت إليه .. إبني .. إبني " ستيڤان " مذا صنعت بنفسك ؟؟ .. فعندما إقتربت منه أكثر وجدت في يده سكين مِشرط و منامته البيضاء قد تحول وسطها إلى أحمر يزداد إحمرارا و غُمقا تُجَاه أعضائه التناسلية ..

- فنظر إليها و لِحيتُه مُخضبَةٌ بالدُّموع ثم قال ؛ هل يمكن الآن يا أمي أن أحظُنَ إبني " جوناس " ؟؟؟؟..

             بقلم :---------->[ عادل إيموتيڤو ]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق