بحر الحياة
*********
نعوم على سطح بحر غادر
وموجه يتلاعب بنا كيفما يشاء
أقدارنا تطفوا معنا وقلوبنا مهزوزة
وعيوننا نظراتها شاخصة حائرة لاتعرف
الأستقرار .
يعلوا فيرفعنا معه لمنازل هو من حددها
ويعود لينخفض فننخفض معه ولكن للأعماق .
نختنق نعاني وتمر لحظاتنا أمام عيوننا
وكأنها ثواني .
نحاول جاهدين ونستميد لبلوغ السطح
لنلتقط أنفاسنا التي أصبحت حلمآ بل
هي أخر الأحلام .
أن نبقى أحياء ونستمر قبل أن تلطمنا موجة أكبر لنصل معها للقاع .
ونسبح مسرعين لبلوغ شاطىء أضوائه
على مرمى البصر .
لكن بلوغه بات ضربآ من ضروب الخيال
ورؤوسنا هي من بقيت من كل أجزاءنا
التي أبلتعها ماء البحر .
ونلتف يمينآ وشمال نبحث بلهفة عن ذلك
القارب الذي كان بصحبتنا في يومآ من الأيام .
لأثر له ماء على مد البصر وزبد يحرق جلودنا ببطىء كأنه جمر خلفته نار عظيمة
وسماء تلاقت عند نقطة المدى .
حينها نكون في قمة الضياع غربة بداخلنا
هل نستطيع بلوغ السماء عند تلك النقطة
أم سنبقى في هذا الصخب المميت لماء
لاعقل له ولاقلب ليرق ويرأف لحالنا .
بت أحسد الأسماك لأنهم قد تأقلموا وكيفوا
ذاتهم خلقة ويتنفسون داخل هذا الأهوج
وأمنوا شره المستطير .
وأنتظر بشوق لتلك الموجة العظيمة لتقذف
بي عند شاطىء الحقيقة .
حتى لو كانت نتائج هذا الأصطدام كسر
لكل الأجزاء أو لفظ أخر الأنفاس .
المهم أن أرقد على أرض حقيقة تراب خلقت منه واليه سأعود يوما من الأيام
ليحين يوم النفخ في السور فنخرج من
حفرة كانت لنا ملاذ أخير .
أفضل من أن أبقى حيآ في بحر وموج كل
ثانية أشعر فيها بأنني الميت الحي .
وذلك الشعور قمة في اليأس والأحباط .
الكاتب
جاسم الشهواني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق