الأربعاء، 15 مايو 2019

السّعادة الحقيقيّة بقلم "محمد حمريط"

السّعادة الحقيقيّة

---------------

كلّ منّا يريد أن يعيش سعيدا .غير أن السّعي لتحقيق السّعادة يختلف من شخص لآخر فتختلف طرق البحث عن السّعادة .فهناك من يرى السّعادة في جمع الأموال والتمتّع بملذّات الحياة المشروعة وغير المشروعة ,وهناك من يراها في الجاه والتسلّط على رقاب العباد وغيرذلك..

والعجيب أنك ترى هؤلاء الشّرهين للتمتّع في الحياة الدنيا لايستقرّون على قرار إذا ظفروا بمتعة بحثوا عن غيرها فهم في اضطراب دائم وهواجس مستمرّة لذلك تجد القلق يسيطر على عقولهم فقد اختطفتهم مغريات الحياة وتمكّنت اللّهفة من نفوسهم فراحوا يهيمون خبط عشواء لايعرفون ليلهم من نهارهم .

ولا نستغرب ذلك "فإذا عرف السّبب بطُل العجب "فالله خلقهم هكذا فالنّاس بطبعهم مختلفون في تركيبتهم وتفكيرهم وقناعاتهم بالإضافة إلى نشأتهم وبيئتهم ومشاربهم ومناهلهم .وقد أكّد العلم الحديث تلك الفروقات الفرديّة التي لها أكبر الأدوار في صنع تلك الشّخصيات .

وفي نظري أن أحذق الخلق هو المؤمن الصّادق الذي عللّها فأحسن التعليل .واستطاع أن يوفّق بين الدّارين "الدنيا والآخرة".

وهو ذلك الإنسان الذي عرف قيمة نفسه فاجتهد في حياته دون شحناء من أجل بلوغ أهدافه بالطّرق المشروعة واقتنع بما وصل إليه ليس ليتوقف بل ليحاول من جديد ولكن بأريحية حسب قدراته وكفاءاته ,وقد يصل إلى أرقى الدّرجات التي لم يبلغها طالب المال أو الجاه .

ولئن تمكّن من العمل الذي هو بصدده من أدنى الأعمال إلى أرقاها دون تذمّر أوملل وعاش يتمتّع بما يمارسه من مهامّ مشروعة.فهو أفضل خلق الله .

وليكن راضيا مطمئنّا فالرّب واحد والعمر واحد والرّزق واحد فإنّه لو كسب جبالا من الذّهب لن يأخذها معه وما يخلّده سوى أعماله الصّادقة ذات النّفع العامّ التي تجعله يفرض وزنه في حياته وبما ترك من أثرجليل بعد وفاته.

تلك هي السّعادة الحقيقيّة .

بقلم "محمد حمريط"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق