السبت، 4 مايو 2019

قلم وشروط بقلم الكاتب / جاسم الشهواني

قلم وشروط
*********

في كل وقت وكل زمان
أذا قيد القلم وشرطت عليه الشروط يكون قلم مكسور ويتحول من قلم معطاء لقلم يسطر الكلمات فوق السطور .
ومنذ الأزل أغلظ القيود حطمها القلم وصاحبه سليط اللسان
يخشوه السلاطين والملوك .
لازمان يحدده ولامكان يختزله هو كالنسر الملك متسيد الأجواء .
أفعل هذا لتحصل على هذا وأن لم تفعل هذا لن تتمكن من هذا وهذا قتل للأبداع .
والقلم الحر لايقبل على نفسه الذلة والمهانى فيكسر القلم وتكسر ويقطع الأنامل وتبآ لفكر يوسيس ويمتهن ويقاد
الفكر الخلاق ليس سلعة متوفرة في كل الأوقات بل هو ألهام
ووحي يحظر بتلك اللحظة التي تكون كل شروط الأبداع
متكاملة .
وليس متاح للجميع بل هي صفة تكرم وتفضل بها الرحمن
وأختص فيها بعض من عباده .
الأديب ليس بالضرورة أن يكون ملك نفسه ولاوقته وظروف
الحياة لها عليه تأثير كبير تؤثر عليه بالسلب والأيجاب وقد
تتلاعب بمقدارته لحد كبير وتأتي المساومة هذا مقابل ذاك
وهذا كله على حساب الكلمة الراقية وأطفاء وهج هذا المبدع
أو ذاك .
قد يكون الأديب عامل بسيط وخنجر الحياة مزروعآ بخاصرته عميقآ ويجعله مكبلآ بقيود وأغلال غلاظ
تحد من نشاطه وتحجمه في كل الجوانب ومنها الوقت والتواصل ونفرض عليه الف شرط فتكون رصاصة الرحمة التي لطالمآ كانت تطارده لتصيبه بمقتل ويخر على اثرها صريعآ مخضب بدمائه .
قد يكون مريضآ أو رجل كبير أو ظرفه صعب يجعل من الصعب عليه أن يكون متواجدآ متواصلآ على الدوام .
ولكنه مبدع ثر العطاع أن تحركت أنامله وأتقد فكره سيكتب
ويبدع ويأتي سد الشروط فيلطمه على وجهه .
حينها ستحلق الدبابير لقتل الفراشات وتمعنها من لعق الرحيق فالأبداع لايحدد بحدود ولاتشترط عليه الشروط .
ومبدء هذا مقابل هذا لم يكن يومآ سمة من سمات الأبداع .

                              للعقول الراقية أكتب

                      فذكر فأن الذكرى تنفع المؤمنين

الكاتب / جاسم الشهواني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق