الخميس، 2 مايو 2019

قصة قصيرة عزيزة بقلمي "عبير صفوت

قصة قصيرة
عزيزة
بقلمي "عبير صفوت "
...
زاغت عينيها في براح النشوة والحب الذي احتكرها قائلة بصوت اقرب إلي النحيب وهي ، توصد خلفها الباب الضخم بقوة : سيبوني يناس ، سيوبني بقة في همي وحالي وخيبتي  .
شعرت والدة عزيزة التي كانت تقف بالخارج بشئ من الحزن والرثاء قائلة بصوت اقرب الي النحيب : ونبي ياعزيزة الولد رجال  ، ربنا يهديك افتح الباب يابنتي  .
بكت عزيزة وهي تطهق حين تجسدت عيون حبيبها تهتز ب رموشها  قائل بالصدق : عزيزة ، بحبك ياعزيزة ، بحبك ، بحبك قوي .
ترقرت مأقي عزيزة ، وانتفخت الاوداج قائلة بشفتيها المقلوبة الملتهبة : بحبك يامحمد ، انا كمان  بحبك ، وحياة سيدي المنصوري بحبك ، بحبك يامحمد بحبك  .
حينها تركها محمد وقفز فوق الساقية ، حتي زعرت عزيزة وصرخت: محمد حاسب يامحمد  .
نظرها محمد بلامبالاة قائلا كأنه يتحدي العالم  بشفتاة الناعمة الوردية النضرة : الناس عايزة اية من محمد ، محمد ياعزيزة ، محمد  .
بكت عزيزة وهي تنشج بصوتها الناعم : لا يامحمد ، لا متقولش كدة ، انا هاموت نفسي علشانك دلوقتي  .
دبت الكلمة في قلب محمد كالصاعقة ، حتي قفز في ثانية بخفة الصبا ورشاقة الفحولة حتي  صارت عزيزة بين زرعاه قائلا لها وهو ينظر في بحور عينها : عزيزة ، بحبك يابت ، بحبك قوي ، قوي قوي قوي ياعزيزة .

استفاقت عزيزة وهي تحتضن وسادة لدنة ، بانامل مرتعشة متشبثة بعنف ، وعيون دامية كاجمرة نار ، وصوت يهتز كا سلك عريان يلفظ محبة الأنفاس الأخيرة .
وهي تردد بحرقة وقهر ميؤوس كاثور ملجم بالنهاية ،  حتي ادمت شفتيها : محمد ، محمد ، محمد .
..........
وقف الأب وهو يشير لأبنة الوحيد ويستحلفة بكهولته المسنه الضعيفة ، بصوت أضاعت ملامحة الهن  : كده يامحمد ، كده يابني ، العمر راح ياولدي ، انا وامك عجايز يابني ، يرضيك الشيبة يامحمد  .
شعر محمد بوخز الضمير ، حتي قال بسعة قلبة وكل رجولته المتفجرة : لا يابا متخفش انت وامي ، دانا محمد ، محمد يناس ، انا العزة والكرامة يابا ، انا ابنك وهفضل ابنك محمد .
خرج العجوز عن صمته وهو يبحث عن ابنه الوحيد قائلا : ابوك ضرير يامحمد ، وانت سندي يابني .
وخزت الخناجر اضلاع محمد ، وشعر بالمسؤلية قائلا : ال يحتاجة البيت يابا يحرم علي الجامع .
ابتسم الأب بعتمة عينية ، وهو يحتضن محمد ، قائلا : سند ابوك يابني ، ابوك يامحمد ، سامحني يابني .
محمد وكاد يبكي : ابدا يابا ، سمحني انت يابا ، سمحوني يناس ، سمحيني يانفسي ، علشان حبيت ونسيت نفسي  .
..............
تجلي النهار ، حين دخلت الأم مكللة بالإفراج والزغاريد مهللة لابنتها التي مازلت حتي وقت متأخر نائمة: انهاردة يوم السعادة والهنا ، يومك ياحبيبتي ، استيقظي ياعروسة .
استمعت الأم لنحيب من البيت المجاور ، حتي تركت ابنتها قيظ غفوتها نائمة  ، حتي تطلعت وايقنت الخبر الذي جزعها ، حتي دبت بقفص صدرها قائلا : يلهوي علي شبابك ياولدي  .
............
اتي الليل وتمضعت الاقاويل ، حين قال احدهم: ياعين يولداه ، علي ال حب ولا طالشي .
ثم قال رجلا مجاور له : ماتوا من حسرة الفراق .
ثم قال اخر : زينة الشباب  وست العرايس يناس  .
وامتلاء المكان بالنحيب والحزن .
حتي ارتسمت ملامح الفقيد والفقيدة ، محمد وعزيزة حتي قاما بإداعهما مثوي طريقهم الأخير .
بقلمي
عبير صفوت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق