الأربعاء، 15 مايو 2019

نُعاسُ الهائمين بقلم محمد علي الشعار

نُعاسُ الهائمين

إنْ يَطرقِ الحُبُّ بابَ أفئدتي  
تهتَزَّ فوقَ السماءِ أجراسُ
كلُّ الأمانيْ نَمتْ بزهرتِنا   
وأَثمرَتْ في الشفاهِ أنفاسُ
الشامُ حاذتْ بدورَ أُمسيتي
وخافقي في السهاد نِبراسُ
أمشي بحاراتِها على تُؤَدٍ
وللهوى الليلكيِّ حُرّاسُ
قرأتُ بالياسمينِ أبْجدَها
ولمَّني باليراعِ كُرّاسُ
طُوبى لناسٍ تُريكَ لهفتَها
حيَّوْكَ بالجَفنِ أو همو باسوا
الظلُّ في الغصنِ ذابَ في وترٍ
وزغردتْ في الضلوعِ *إيناسُ
وبيّضَ الفجْرُ وجهَ قافيةٍ
من بعدِ ما عمَّ فيهِ إغلاسُ
خبّأتُ بالجَيْبِ ذكرياتِ شَجٍ
وفي يدِيْ للغيومِ أغراسُ
لم تغفُ ليلى سوادَ ليلتِها
هوىً ولا نامَ قَطُّّ عبّاسُ 
في مِهنةِ الحرفِ ألفُ ملحمةٍ
وخربشاتٌ زهتْ و وسواسُ 
الحبُّ بالتُرْبِ إرْثُ خالِقهِ
وللحصى في الدروبِ إحساسُ
من ههنا سارَ آنذاكَ هُدىً
وتحتفي بالسماءِ أقواسُ
للآنَ فوقَ السماءِ غيمتُه
تلكَ التي ظلّلتْهُ أعراسُ
الشامُ فيها مُقامُ سيِّدةٍ
حنيفةٍ للإباءِ أقباسُ
وللحواريِّ  حُلمُ مائدةٍ
من السما نازلٌ و قُدّاسُ
آنسْتُ بالربوتينِ * فيجتَها
والتِبرُ يُغلي مُهورَه الماسُ
هذا الثرى بالرموشِ نحرُثهُ
ما مسّهُ مِعولٌ ولا فاسُ
ما فارقَ الجِنُّ مرجَها أبداً
ولا ارتوى من فُراتِها الناسُ
الحَوْرُ آحادُها  مُنسَّقةٌ
والطيرُ بالدائراتِ أخماسُ
النهرُ يروي النسيمَ قِصّتَه
والخُضرُ حولَ الضفافِ جُلاّسُ
هذي القوافي أمامَ ظامِئها
ماءٌ وخلفَ السرابِ أكواسُ
شعَّت عناقيدُ عَصْرِ مُهجتِنا
لكلِّ قَطْرٍ بفيكَ دبّاسُ
والشِعرُ إن رجَّ سامعاً طرَباً
أصغت إليه السَّماوَ وتكساسُ .

محمد علي الشعار

18-3-2019

44

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق