الأربعاء، 1 مايو 2019

كَمْ أكْرَهُ المَسافات البَعيدَة بقلم د. محمد الإدريسي

كَمْ أكْرَهُ المَسافات البَعيدَة
أبى النَّومُ إلا أن يَهْجُرَ الجُفون
أتَقَلَّبُ على فِراشي كالمَجْنون
أتَذَكَّرُ ذاك الإغْراءَ و الفُتون
تَرْتَدي تِلكَ المَلابِسَ المُرَقَّطَة
كَتَبْتُ فيها قَصيدَةَ شِعْرٍ بلا بُحور
فَهِيَ أكْبَرُ مِنَ البُحور و الحُضور
هامَ فُؤادي بِهَوى الفَتاةِ الخَوْد
أوَّلُ و آخِرُ النِّساء في الوجود
الحَياةُ فَرَحٌ بالحُبّ المَوْجود
قِصَّةُ عَذابِ الحَبيب المَفْقود
كَيْفَ أسْلُو عَنْ جَمالِ أنوثَتِها
كَيْفَ يَسْلو القَلْبُ و العَينُ عَنْها؟
أبْحَثُ عَنْ قارَّة الحُبِّ و عُنْوانِها
أكْتُبُ ما حَفَظْتُ مِن زَمَن الطُّفولَة
كَلِماتٍ كَتَبْتُها على طاوِلَة المَدْرَسة
في هُدوء غُرْفَة نَوْمي قَبَّلَ القَلَمُ الوَرَقَة
خَوفاً مِنْ المُفاجأَة طَمَرْتُها في الحَديقَة
إذا قُوَّةُ الرِّياحِ طارَتْ بكِ بَعيداً عني
اتْرُكيني لِلحُزْن قَوِيٌّ أنا و لا تَحْزَني
فأنا أَذْكُرُكِ أراكِ دائما كَأنّكِ جَنْبي
ما غادَرْتِ يَدَاكِ تَلُفُّ تُعانِقُ يدي
على شُرْفْة البَيتِ أتَرَقَبُ مع بُعدي
مُمتَنِــعُ أنْ أفْقِدَ الأمَلَ فَأنْتِ سَعْدي
أخافُ علَيْكِ مِن شَرِّ الذِّئابِ بَعدي
طنجة 01/05/2019
د. محمد الإدريسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق