السبت، 4 مايو 2019

مَـوسِـمُ الـوَرْد بقلم بشير عبد الماجد بشير

مَـوسِـمُ الـوَرْد
*******
كلُّ شيءٍ تَـرَكْـتَهُ في مَـكانِـهْ
غيرَ قلبي فَـذابَ فـي أَشجـانِـهْ

الـهوى لا يَـزالُ يُترِعُ كأْسـي
والأَغـاريدُ لـم تَزلْ فـي دِنانـهْ

وَهَـجُ الشَّوقِ فـي العيونِ يُغَـنِّي
ثُـمَّ يَـنْسابُ باكياً من هَـوَانِـهْ

وأَمَـاسِـيَّ كلُّـهـا ذاكِـراتٌ
كيفَ كنَّـا نَـغيبُ فـي أَلْـحانِـهْ

وفُـؤَادي وقد هَـجَرْتَ دُروبـي
شَـكَّ فـي شَـكِّهِ وفـي إِيـمانِـهْ

غابَ عنهُ الـيقـينُ ما عادَ يَـدري
أَهُـداهُ يَـقـودُهُ فـي زَمـانِـهْ ..

أَمْ سَـرابٌ يَـلوحُ يَـهْزِمُ حَـقَّـا
عاشَ فـي فِكرهِ وفـي وِجْـدانِـهْ

يا حـبيـبي ولا أُريـدُ عِـتابَـاً
غيرَ أَنِّـي عَـجَزتُ عن كِتْمـانِـهْ

كيفَ يُرضيكَ أَن تُـعَـذِّبَ قَلـباً
دونَ ذَنـبٍ جَـناهُ غـيرَ حَـنانِـهْ

غيرَ أَن هَـامَ فـي سَـمائِكَ طـيراً
هَـزَّهُ الـشَّوقَ للمُـنى وأَمَـانِـهْ

غيرَ أَن تَـرجَـمَ الـغرامَ قَـصيداً
ذَوَّبَ الـسِّحرَ فـي جـميلِ بيـانِـهْ

يا حَـبيباً وهَـبتُهُ كلَّ عُـمْـري
ورَضيتُ الـقلـيلَ من إِحْـسَـانِـهْ

وتَـنَسَّكتُ فـي هَـواهُ مُـحِـبَّـاً
لا أُبـالـي الـعنيفَ من هِـجْـرانِـهْ

لا تَـدَعـْني لِـقَسوةِ اللَّيلِ وَحْـدي
أنا أَخْـشى الضَّياعَ فـي أَحْـضانِـهْ

وادْنُ مِنِّـي نُـذوِّبُ اللَّيلَ وَجْـداً
يا حـبيبي ونَـجْـتَني من جِـنانِـهْ

نَـحنُ أَوْلَـى بِـرَوْضِنا يا حـبيبي
وثِـمـارُ الـهَوى على أَفْـنـانِـهْ

قـد رَعَـينـاهُ بالقلوبِ زَمـانـاً
وحَـرامٌ يَـجِـفُّ فـي رَيْـعَـانِـهْ

يا حبيبي تَـعالَ يَـدعوكَ عُـمري
بِـأَهـازيـجِ قـلبهِ ولِـسـانِـهْ

يا حـبيبي تَـعال هَـيَّا لِـدَربٍ
كُـنتَ فـيهِ الـبهـيجَ من أَلْـوانِـهْ

الـفَراشـاتُ فـي ذُراهُ تُـنادي
مَـوْسِـمَ الـورد في أَوانِ أَوانِـهْ

والـعَـصافيرُ يا حـبيبي دُعـاءٌ
واشْـتِياقٌ تَـجِـدُّ فـي إِعْـلانِـهْ

لا تَـدَعْ شَـوقَـها لـظُلمَةِ لَـيلٍ
مُـستَبِدٍ يَـتيـهُ فـي أَكْـفَـانِـهْ .

***
بشير عبد الماجد بشير
السودان
من ديوان ( أغنيةٌ للمحبوب )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق