هكذا يهطل المطر
...................
هكذا يهطلُ المطر
تلتقي غيمتان
عندَ بوابةُ العبورِ
تعانقانِ بعضهُما
يباركهُما البرقُ
فينجبانِ ودقاً
بطعمِ الوطنْ
فتطرحُ الأرضُ قمحاً
بعبقِ الياسمين
وزهراً بلونِ البحرِ
هي غيمةٌ هاربةٌ
تصاحبُها غيمةٌ أخرى
تدفعُها الريحُ بعيداً
تغفو تحتَ الطلِ
وقربَ خيمةِ الضباب
يحاصرُها الحزنُ
وبكاءُ طفلٍ رضيعٍ
أخافهُ صوتَ الرعدِ
ووميضُ البرقِ
يضيئُ ليلَ الصيبِ
الذي يروي الأرضَ
وترابَ الذاكرةِ
وصحراءَ القلبِ
فينامُ الودقُ قليلاً
قربَ شتلةِ زعترٍ بريةٍ
يحرُسُها زهرُ الجلنار
تتكاثفُ الغيومُ فجراً
فترطبُ حبقَ الأرضِ
وشقائقَ النعمان
يحتجُ زهُر الخزامى
فينثُر عطرهُ ليلاً
فوقَ غيمةٍ حبلى
فتلدُ في حضنِ البنفسجِ
المزنَ والرذاذَ والديمْ
هكذاَ يهطلُ المطرُ
فوقَ حقلِ الزعفران
وعلى قصيدةِ شعرٍ
زحفت فوقَها الأيام
فأنبت وردةً حمراء
بلونِ دمِ الشهداء
فأنارتْ الطريقَ
إلى حضنِ الوطن
هكذا يهطلُ المطرُ
فوقَ البحرِ
فتحملهُ العواصفُ
إلى بلادِ المنافي
وشواطئَ اللجوء
فنشربهُ كاسَ انتظارٍ
في ليالي الشتاءْ
غيمتانِ تظللانِ المكانْ
تمجدانِ المشردينَ
تبللهُم عندَ الهطولِ
وتغسلُ أحزانَ النهار
فتصحو البلابلُ
عندَ بزوغَ الفجرِ
على صوتِ الطلِ
وهو يقبلُ الأوراقَ
ويتكئُ على جدارِ البيتِ
وحافةَ البئرِ القديم
وصوتُ نايِ حزينةٍ
تئنُ من بعيد
هكذا يهطلُ المطرُ
من غيمتانِ تنهمرانِ
على وجنتين
مثقلتينِ بالألمِ
فتمسحان عنهُما
عطشَ السنين
كامل بشتاوي 12/5/201
الاثنين، 13 مايو 2019
هكذا يهطل المطر بقلم كامل بشتاوي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق