شهر التسامح بقلم زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام

شهر التسامح ______________________البحر : الطويل
لضيفٍ عزيزٍ كانَ ذاكَ التَّرقُّبُ___ومنهُ  لضيقِ العيشِ  كانَ  التَّهيُّبُ
ثكالى   وأيتامٌ   وقلَّةُ   موردٍ ___ وحصرٌ  لأعوامٍ   وحرب   تُعذِّبُ
وبترٌ لأطرافٍ وذا من معالجٍ ___ قد  افتقدَ  العلمَ  الَّذي   قد   يُجنِبُ
ومشفي بِهِ بعضُ العلاجِ لفاقدٍ___ أهمَّ   دواءٍ  منهُ   يُعطي  المطبِبُ
توالت حروبٌ واستقرَ بلاؤها___ بحصرٍ على   كُلّ  المعابِرِ  يندُب
...................
إذا حلَّ صيفٌ واختنقنا  بحرِّهِ ___ فمن   بردِ  أعوامٍ   أتانا  المُشيِّبُ
بلا طاقةٍ ها  قد  يزيدُ عناؤنا ___ ولا  حولَ  فينا  إذ  جفانا  التَّهرُّبُ
وقطعٌ  لهُ لا  حقَّ  ممَّن يريدنا ___عبيداً  لآعداءٍ   ومن  ...  يتقرَّبُ
وظلمٌ لذي القُربى يقضُّ منامنا___ ويحرمُ  أطفالاً  أماناً   ويُسغِبُ
ونأملُ من  وجهِ  الكريمِ  انفراجةً___لضيقٍ إذا  ما  حلّ  فينا المُهذِّبُ
....................
فشهرٌ  كريمٌ  فيهِ  كُلُّ  تعاونٍ ___ وبذلٌ  كمن   فيهِ  السّخاءُ  مُجرَّبُ
وتغييرُ حالٍ بعد ضيقٍ يروقنا ___ بتفريجِ  كربٍ  من  رحيمٍ   يُسبِّبُ
وأرواحنا  تهفو  لكُلِّ  محاولٍ ___ لترميمِ  مُنهارٍ من الوصلِ يصعُبُ
بصدٍّ  لكُلِّ  المارقينَ ومن جفا___ لإخوانِنا  إنَّ  التَّسامُحَ   مطلبُ
وبالحُبِّ نبدأُ بالوصالِ لبعضنا___ ونتركُ  ما  كانَ  العدوُّ  يصوِّبُ
.....................
وذا  شهرُ غفرانٍ  يحلُّ  لآملٍ___ بفضلٍ من المولى يؤوبُ المواربُ
فلا خيرَ في قطعِ المودَّة بيننا___ وتمزيقِ  شعبٍ  بالَذي  يتذبذَبُ
ونسيانُ ماضٍ قد يُزيلُ عداوةً___ لكُلِّ  الحشاشاتِ  الَّتي  تتحزَّبُ
وصفحٌ عن الزَّلاتِ لا بدَّ حاصلٌ___ إذا ما انتوى خيراً رفيقٌ ومغضبُ
أَيُقبلُ  صومٌ من عبادٍ  تدابروا؟! ___ بحسمٍ وذا شهرٌ بِهِ الصَّفحُ  يُحسبُ
....................
فيا  ربِّ  منكَ العفوُ إنَّا  بتوبةٍ ___ نعودُ كأحبابٍ  ويصحو  المُغيّبُ
ففي غفلةٍ تربوالذُّنوبُ لمن رجا___ عذاباُ  لإخوانٍ  وهانَ  التشقلًبُ
نصلي  على خيرِ الأنامِ وحلمنا ___ بعودةِ   حقٍّ   للَّذينَ   تغرَّبوا
صلاةً وتسليماً عليكَ رسولنا ___ فانتَ  الَّذي  بالصَّفحِ  كنتَ المُقَرِّبُ
فصلُّوا عبادَ اللَّهِ لا  تتردَّدوا ___ في  نشرِ أفضالٍ  لها من  يُجرِّبُ
.................
السَّبت  6  رمضان  1440 ه
11  مايو  2019  م
زكيَّة  أبو شاويش _ أُم إسلام