الاثنين، 6 مايو 2019

ارواحا صفراء الجزء الثاني للكاتب خالد الناهي

ارواحا صفراء

الجزء الثاني

للكاتب خالد الناهي

هجمت القطة بسمة على سرى وثبتت مخالبها في جسدها الطري مما جعلها تصرخ بقوة…

سمعت والدتها صراخها فهرعت اليها مسرعة متصورة بأن شيئ قد وقع عليها .

جاءت الى ابنتها لتجد بسمة تحاول الاجهاز عليها، فلم يكن امامها الا ان تركل القطة بقدمها بكل قوة، لتنقذ فلذة كبدها.

ارتطمت بسمة بالحائط، فيما راح الدم يجري من جسد الطفلة، مما افقد سميرة الشعور، وجعلها تمسك خشبة موجودة بالقرب منها، وتضرب بسمة، وبالرغم من ذلك الضرب، لم تهرب القطة انما اكتفت بالنظر اليها.

مما جعل سميرة تخاف منها اكثر، متصورة انها ستهجم عليها ايضا.

اتصلت سميرة باكرم لتخبره بما جرى وتطلب منه العودة بسرعة فهي خائفة على ابنتها من الأصابة بمرض جراء الحادث، وفي نفس الوقت انها تشعر بالرعب من القطة، خصوصا ان هناك كثير من القطط اصبحت تحوم حول البيت، وتخرج اصوات عدوانية مرعبة😱

اخذت القطط تدخل من كل نافذة وباب، وتجوب البيت وتعبث فيه، ولم يكن امام سميرة الا احتضان سرى والدخول الى الحمام، وانتظار اكرم حتى يصل اليها، كانت ترى ان هناك من يحاول فتح الباب عليها، وهذا ما لا تستطيع ان تفعله القطط"!!!

مضت الدقائق بطيئة جدا حتى وصل اكرم الى البيت
اخذ ينادي عليها، فلا مجيب، فقد كان مغشي عليها، ولم يعرف مكانها الا من خلال صراخ سرى، طرق الباب عدة مرات، فلم يفتح له مما اضطر الى كسره
حاول اعادتها الى وعيها، ونجح بذلك بعد جهد كبير
سألها ما الذي حصل؟

كانت سميرة مرعوبة جدا، وتتلفت حولها، فترى القطط تنظر اليها من النوافذ وفي مقدمتهم بسمة، فتصرخ انظر الى كل هذه القطط انها تريد ان تؤذيني مع ابنتي.

نظر اكرم فلم يرى اي قطط في المكان!!!
فقط بسمة وهي نائمة في ركن المنزل ككل يوم؟

ثم سألها ما الذي حصل لسرى، واي قطة قد اذتها؟

اجابته انها بسمة حاولت ان تقتل ابتتي، انظر ماذا فعلت بها وهذه اثار الجروح و الدماء على رقبتها؟

نظر اكرم الى سرى فلم يرى جرحا او دما، وهي طبيعية جدا.

قال لزوجته ربما انت مجهدة من كثرة اعمال المنزل والسهر ، وكذلك القلق على سرى.

اخذت تصرخ انك لا تصدقني، وربما تعتقد اني مجنونة،
والله اني ارى القطط في كل مكان، وان بسمة حاولت ان تقتل ابنتي
شعر اكرم بقلق كبير على زوجته، فهي ترى اشياء غير موجودة في الواقع
لذلك قرر ان يأخذها الى طبيبا نفسي، لكن كيف يستطيع ان يقنعها بذلك، فنحن في العراق لا يراجع الطبيب النفسي سوى المجانين
والطلب من زوجته مراجعة هكذا طبيب، يعني انك تقول لها بانك مجنونة، مما يزيد الامر تعقيدا!!!

اصبح اكرم جليس الدار مع زوجته وابنته، فسميرة لا تسمح له بتركها وحدها
اقترح عليها ان يسافروا الى العتبات لعدة ايام، وافقت في البداية
لكنها بعد قليل من الوقت رفضت مغادرة المنزل او السفر
وعندما استفهم منها اكرم عن السبب، رفضت اخباره بالبداية
لكن بعد الالحاح عليها قالت له اعلم انك لا تصدقني
لكن بسمة جاءت واخبرتني ان حاولت مغادرة المنزل ستقتلني انا وابنتي.

انزعج اكرم كثيرا من كلام سميرة، لكنه كظم غضبه وقال لها يا عزيزتي انها قطة ولا تتكلم فكيف اخبرتك بهذا الامر
انه الشيطان، تعوذي منه وستكون الامور على خير!!!

اجابته سميرة، اعلم انك تقول عني بداخلك اني مجنونة، لكن والله ان بسمة من اخبرتني بذلك
قال لها اكرم، انا تعبت من هذا الامر وانت لم تساعدي نفسك او تساعديني، لذلك ليس امامي الا ان اخذك للطبيب.

غضبت سميرة، و اخذت تصرخ انا لست مجنونة ولن اذهب الى اي طبيب
وان اردت ان نتخلص مما نحن فيه ما عليك الا ان تخلصني من هذه القطة الملعونة (بسمة).

في هذا الاثناء سمعت سميرة اصوات القطط وهي تكسر النوافذ وتدخل الى البيت،  وتريب ان تمزق سرى بمخالبها.

فتقوم سميرة بضمها اليها بقوة وتكاد ان تخنقها، وهي تصرخ اتركوا ابنتي.

استطاع اكرم ان يخلص سرى من يد امها بالقوة خشية قتلها لابنتها
وقال لها اصبح الوضع لا يطاق، واليوم سوف اصطحبك الى الطبيب شئت ام ابيت،
اما بسمة فانت تعلمين اني لم ارغب بها يوما لكن هي رغبتك
وغدا ان شاء الله سوف اخذها معي والقي بها بعيدا عن المنزل
لم يكن امام سميرة الا الموافقة على الذهاب الى الطبيب، لكنها اشترطت ان يترك بسمة في المنزل، ولا يتعرض لها.

جاء المساء فاصطحب اكرم زوجته الى الطبيب، الذي كان ينظر الى كل من يراجعه بأنه مجنون او مضطرب عقليا، من خلال اسئلة سخيفة ومستفزه يوجهها اليه
ليقرر في النهاية ان من يراجعه حتما هو مجنون، فيعطيه الكثير من المسكنات والمنومات، وهذا ما فعله الطبيب مع سميرة
اخذت سميرة علاجها ونامت، فيما استيقظ اكرم من النوم صباحا، ليذهب الى عمله ويأخذ معه بسمة
كانت بسمة طيلة الطريق تنظر الى اكرم بنظرات جعلته يخاف منها، لدرجة انه كان يتصور انها تتوعده بأمر ما، وتحاول الحديث معه
ثم يضحك ويقول ربما انا جننت مثل سميرة !!!

عموما انزل بسمة في مكان بعيد عن المنزل، وعند وصوله الى عمله اتصل على سميرة ليطمأن عليها
كانت هادئة جدا والامور تبدوا على ما يرام
ومن خلال حديثه معها، سألها اين بسمة هل ترينها امامك
قالت سميرة نعم انها امامي وهادئة جدا، وهي الان تلعب مع سرى

اكرم، جن جنونه فهو قبل قليل انزلها بمكان يبعد عن المنزل بأكثر من ساعة في السيارة، كيف عادت الى البيت بهذه السرعة
لكنه لم يستطع ان يخبر سميرة بهذا الامر خشية ان تعود لحالتها السابقة
كتم الامر في نفسه، واخذ القلق يساوره، هل لا زالت سميرة ترى اشياء غير موجودة، ام بالفعل القطة بسمة موجودة في المنزل؟

وان كانت موجودة كيف عادت بهذه السرعة؟
يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق