لقمةٌ طائرة
ما بينَ جفنينِ أحﻻمٌ و إبدارُ
و شُرفتي من بديعِ الصمتِ أفكارُ
نزفانِ في مِعصمي الخافي و خافقتي
و أحرُفي في قميصِ الجرحِ أزرارُ
و طُفتُ فوقَ شراعِ الموتِ فاتحةً
لما اكتشفتُ بأنَّ البحرَ غدّارُ
فتحتُ للطيرِ باباً لم يَطرْ أبداً
جنحٌ كسيرُ المنى يبكي و مِنقارُ
يا دمعةً سقطت من عرشِ خالقِها
من بعضِها البحرُ أو من كلِّها النارُ
هذا الشروقُ على الآﻻمِ مولدُه
و ذا الغروبُ إلى اﻵﻻمِ أسفارُ
تَبيتُ في مَعجنِ الخبازِ قاهرتي
أقوى على شمِّها طيباً و أنهارُ
و ألبسُ الجوعَ ثوباً لستُ أخلعُه
و لي على زقزقاتِ البطنِ زِنّارُ
هناك فوقَ أعالي الوهمِ سنبلُنا
و جَدَّ في بيدرِ اﻷحزانِ نثّارُ
ﻻ ينتهي الفقرُ ﻻ تفنى أضالعُه
لعلَّهُ قبلَ اسرافيلَ *زمّارُ
إذا تجلّى لربِّ السيفِ في رَجلٍ
قضى عليه عليٌ و انطفا الثارُ
يرقى الغنيُّ بظهرِ الخيلِ من بطرٍ
و الزاحفونَ بخصرِ اﻷرضِ كفارُ
و لُقمتي كُرةٌ ما كان يُمسكُها
في ضربةِ الحظِّ هدّافٌ و *گوﻻرُ
كالقطِّ في جِيدهِ من نحسهِ جرسٌ
ما إنْ يثبْ لحظاتٍ يختفِ الفارُ
خالي العﻻئمِ من دُهنٍ و من دَسمٍ
و ليسَ في هَبرتي نابٌ و أظفارُ
و كلبُ جاريَ خيرٌ منه يُطعمُني
للهِ في خلقهِ شأنٌ و أسرارُ
و زيَّنت شاربيه السودَ مكرمةٌ
و أنجسُ الذيلِ في شِقيهما غارُ
يختالُ وِردينِ خَلخاﻻً و أسورةً
في كلِّ غانيةٍ ليﻻً له بارُ
كم ينفخُ القِرشُ في عليائهِ سُحباً
و ماجَ في كفِّه الميمونِ إعصارُ
يمرُّ فيَّ عزيزَ النفسِ مرتفعاً
كما تَمرُّ بآهِ الرملِ أمطارُ
كم دلَّلتني خيوطُ العنكبوتِ هوىً
و هَدْهَدت فُرُشي هدْبٌ و أوتارُ
أنامُ في علبةِ الكبريتِ مُنزلِقاً
و في خيالِ الكرى قصرٌ و أنهارُ
أرى العداوةَ ﻻ أدري لها سبباً
و دِرهمُ البُغضِ بالمسكينِ دينارُ
مسالمُ الناسِ لم يسلمْ و آثمُه
تحيَّتي في صباحِ الخيرِ يا جارُ
أسيرُ في الدربِ مَقلوباً على عَقِبٍ
كأنني في صدى اﻷقدامِ مِنظارُ
هذي مﻻحمُ أُمّي خيرُ وارثِها
ابنٌ على قضمِ قرنِ الريحِ جبّارُ
في مكتبِ الشِّبعِ أضيافٌ و نادِلةٌ
و مقعدٌ ساندُ الظهرينِ دوّارُ .
محمد علي الشعار
٦-١١-٢٠١٧
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق