الاثنين، 6 مايو 2019

[ الموت خير واعظ ] تأليف بقلم :----------> [ عادل إيموتيڤو

القصة القصيرة ----------> [ الموت خير واعظ ]

  - في تشيعي لجنازة " أبي عبد السلام " جارنا الذي توفته المنية على شواطئ لَيلةٍ مَرِيرَةٍ كان الهالك يُصارع فيها الموت المسلح سكاكين لا تخطئ هذفها و التي قد حققت مهمتها عند آخر طعنة سكين لتُعلٍن رقما جديدا في لائحة الأموات ..
      - دخل المُشيعون باب الأموات ملقون التحية على أصحاب القبور في يوم صيفي صَمَائِمِيُّ الحرارة إذ إجتمع الممثلون: ( حفار القبور ؛ المشيعون ؛ أهل الفقيد ؛ قارئ القرآن ؛ الفقيه الواعظ ) على خشبة مسرحيةٍ حَيَّة حقيقية الوقائع في عرض مباشر و عنوانها " دفن أبي عبد السلام " ..
       - لقد توافقت آخر كلمة من موعظة الفقيه مع آخر حُفنة تراب فوق القبر مِن حَفَّارِ القبور .. إذ بدأت الحَلَقَةُ المُشَيِّعَةُ بالتفسخ و الذوبان في أرجاء المقبرة ..
    .. و إذ كُنتُ عائدا مع العائدين وقعت عيني على حشرة غريبة كانت فوق قبر صغير الحجم  فدفعني فضولي لستكشافها عن قرب فَمَدَدتُ يدي إليها للتِقاطها .. فَبادرتني بمَدِّ ذِراعها لي و تَحسِبُني أريد مُصَافحتها غير أنَّ مُصَافحَتَها لي كانت غير وِدّيَةٌ البتَّة إذ شَعُرتُ بألم شديد مُمتد من إبهامي إلى كل جسمي و التي كانت كفيلة بإصابتي بطنين حاد في أذني إنتهى على أصوات عويل و نياحة و بعضها قهقهات و ضِحكات طويلة مصدرها كل تلك القبور التي تقبع تحت ناظري ..
      - كان ضجيجا صاخبا يصيب بالجنون السريع المباشر .. فما كان لي إلا أن أطلقت رجلاي للهواء هربا بِلُبّي و ثَبَاتِ صوابي .. و أنا في هروبي مستخدما أسلوب " النّنجَا " في القفز على القبور المبعثرة و المتناثرة إذ إسترعى إهتمامي صوت إمرأة تطلب الإغاثة وسط صُرَاخِها الذي يُفطِرُ القلب و يَشُلُّ البدن و يُدمع العين ..فاقتربت من مصدره ثم وضعت أذني على قبرها .. فاستنتجتُ من خلال الحوار الدائر بينها و بين المُتَعَبّدِينَ المُكلَّفِينَ بِإطعَامِها أشدَّ ألوان العذاب و أصناف التنكيل ..أنها كانت قيد حَيَاتِها تستخدم هاتفها النقال في خِيانة زوجها إذ كانت تستغل غِيابَه لتُرسل غَنَجَها و عَنَجَها إلى عُشَّاقٍها و خِلَّانِها مع صُورها و هي عارية في غرفة النوم و على المباشر .. و المُقابل إشارة إعجاب أو كلمة تحمل غمغمات الأكباش في هيجانها الغرائزي ..

.. فَوَثَبتُ وَاقفًا لِإستِئناف عملية الإنقاذ .. إنقاذ عقلي من الجنون و قلبي من الإنفجار و أنفاسي من الإختناق .. فما إن إخترقت بوابة المقبرة حتى إنتهى ضجيج المقابر ليعود ذلك الطنين من جديد و الذي توقف عند قهقهات مُتبرجَاتٍ من ضجيج الأحياء ..

           تأليف بقلم :----------> [ عادل إيموتيڤو ]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق