الجمعة، 3 مايو 2019

رؤيا ( قصة قصيرة ) بقلم ماجدحميدالغراوي

رؤيا   ( قصة قصيرة )

الليل بظلامه الاخرس ، ونواح احلامه المفزعة ، ودوي الالام في رأسه المثقل بالهموم ، تصطدم هواجسه مع بعضها البعض فتهوي أفكار وتطفو اخرى  فقاعات على سطح ذاكرته. الصدئة ، يصك أذنيه صراخ امه في كابوس ليلي اسود ، صراخ يناديه من تحت قضبان السكة الحديدية للقطار فيقف مشدوهاً واعماقه تنادي :
- اين انت يا اماه
   في اي عالم تاهت ملامح وجهك الحنون
   من اي فضاء مقبور يأتيني صدى صوتك المفجوع ؟
  فيزداد صراخها ويأتيه العويل من كل اتجاه ، وتردد السكة الحديدية صداه الذي يمزق روحه المنهارة . فيسعى راكضاً خلف الصراخ لعله يجد لها أثراً او سبيلاً تحت القضبان او لعل يداً  او أشارة منها تلوح له لتنتشله من الضجيج الذي بدأ يحبس انفاسه وبينما هو يركض  بكل الاتجاهات خلف صراخها يأتيه عويل رهيب اخر يملأ قلبه المفجوع رعباً مابعده رعب وخوف ليس مثله خوف فتشخص عينياه لترى القطار يقترب منه فيحاول مفزوعاً ان يبتعد جانباً ويترك سبيل هذه الآلة المفترسة وينجو  منها ولكن قدماه تأبى الحركة والنجاة من قدره الاحمق على  السكة  الحديدية ومواجهة الفناء الذي لامفر منه، ويمر القطار فوقه بعرباته المتتالية  وظلاله المرعبة ليطحن جسده النحيل وليسكت صراخ أمه الحزين ويتلاشى كل شيء عدا  سكة الحديد الصامتة يعلوها ضباب الشتاء الممتزج  بدخان خفيف خلفته عجلات القطار ويسأل نفسه  ويجيبها في ان واحد :
- كيف أكلم نفسي بعد موتي  ؟ !
- انه الكابوس ....نعم كابوس

ماجدحميدالغراوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق