السبت، 4 مايو 2019

مُثَقَّفو و فُقَهاء الأنابيب بقلم د. محمد الإدريسي

مُثَقَّفو و فُقَهاء الأنابيب
مُثَقَّفون يَتخَرَّجونَ مِنْ أكْبَر أقْوى ’الجامِعات‘
مِنْ دِيار الاسْتِعمارِ يَحْمِلونَ شَهادَةَ المُخابَرات
وُزَراءُ الثَّقَافة لا يَعْرِفونَ حُروفَ الجَرِّ و لا اللُّغات
فُقَهاءٌ طائعون تَمَّ اسْتِنْساخُهُم في المُخْتَبرات
يُكَفِّرون مَنْ أُفْقِرْنَ و هُنَّ لِأجْسادِهِنَّ بائعات
يَتَنَاسَوْنَ أنَّ عُقولَهُمْ كَالبُيوتِ المُسْتَأْجَرات
يُحَلِّلُونَ بِالْفَتْوى زَواجَهُم بِطواغيت الحُكومات 
يَتَمَلَّقُ يُسانِدُ أشْباهُ المُثَقَّفينَ الأسْيادَ بالكِتابات
ألا تَبيعونَ الزّورَ المَبادِئَ القِيَمَ الحَقَّ كالعاهِرات
سَكَتُّمْ حينَ قُدِّمَتْ الأوطانُ لِلْبَيْع أو لِلْإيجارات
زواجٌكُم العُرْفِيُّ مِن أجْل المالِ و تَلَذُّذِ المُتْعات
آسية زَوْجَةُ فِرْعَوْنَ طَلَبتْ اللَّه بَيْتاً في الجَنّات
أنْتُم تَسْعَوْنَ في الدُّنْيا قُصوراً و طِيبَ المَلَذّات
تُتاجِرونَ بالدّينِ عِنْد الطَّلَب مِنْ أَجْل الشَّهَوات
أطْوَلُ حَبْلٍ لِلْمَشانِقِ يُصْنَعُ عِنْد العُرْبان لِلسَّجينات  
في الوَطَن العَرَبيِّ الدُّموعُ يَجِبُ تَرْجَمَتُها إلى كَلِمات
ما عادَتْ تَصْلُحُ الأوطَانُ إلاَّ لِلْهِجْرَة مِنه و لِلْأمْوات
أما تَساءَلْتُم كَيْف بَدَأَتْ تُناطِحُنا تِلْكَ الدُّوَيلات
الصَّهيونِيُّ النّازِيَّ يَدْخُلُ الوَطَنَ العَرَبِيَّ بِلا تَأشيرات
بالقَلَم بالرِّيشةِ يُرْسَمُ عَنِ الفَساد أجْملُ اللَّوحات
و هَلِ العَيشُ يا صاحِبي سِوى الخُنُعُ لِلسُلُطات؟
أهْديكَ يا وَطَني يا أُمَّتي أسْمى أصْدَقَ العِبارات
أما سَمِعْتُم عَنْ مَصائِبٍ حَلَّتْ بِبلاد المُقَدَّسات
حَلَّ بها التّرْفيهُ يَعْبَثُ فيها لَفيفٌ مِنَ الرّاقِصات
مِن حُرْمَةِ صَوْتِ المَرْأةِ إلى ارْتِفاع دَوِيِّ المُغَنِّيات 
مَمْنوعٌ عَلَيْها الكَلاَمُ في السِّياسَة و قِيادَةِ السِّيارات
نَعيشُ في زَمَن الإيدْزِ الثَّقافيِّ المُزْمِنِ بِكُلِّ التَّعْقيدات
بِفِقْهِ الحَيْضِ تُنْتَظَرُ فيه الإشارَةُ و باقي التَّعْليمات
يُسَمّى فيه طَلَبُ الحُقوقِ و الحُرِّية بالمُغامَرات
كَثُرَتْ السُّجونُ قَلَّ العَمَلُ المَدارِسُ المُسْتَشْفَيات
مُوضَةُ القَتْلِ خارِجَ القانونِ بالآلاف و بالعَشَرات
تَراني تَعِبْتُ أبْحَثُ مُنْذُ قُرونٍ خَلَتْ عَنِ المَسَرّات
عَن خَيْرِ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ أصْبَحَتْ مِنَ المُضحِكات
طنجة 04/05/2019
د. محمد الإدريسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق