الخميس، 2 مايو 2019

فـي الطَّريق إِلـى بَـابِـل بقلم بشير عبد الماجد بشير

فـي الطَّريق إِلـى بَـابِـل
**********
هناك فـي مَدينةِ الأَحـزانِ يا أَمـيرَتـي
هناك فـي مـشارِفِ الـمدينةِ الـغريـقةْ
هناك فـي ظِـلالِ ساحةِ الأَحزان
والشُّجونِ والأَسـى
وفـي ظِـلالِ أَلْـفِ آهَـةٍ مَـوؤُدَةٍ بَـريئـةْ

هناك عـاشَ عـاشِـقٌ فَـتى ..
عيناهُ وَعـدٌ واعـدٌ
وقلبُهُ كَـصَخْـرَةٍ مُـلَمْلَمـةْ ..
وكانَ يَـعشَقُ الـبَـريـقَ فـي الـعيون ..
شَـدَّ ما قد كان ذلكَ الـبريقُ أَبْـهَـجَـهْ ..
وكان باخْـتِصارٍ ضَـائِـعَـاً ..
تَـمَـدَّدَ الـضَّياعُ فــي أَعـماقِهِ وبَـعْـثَرَهْ

وأَنتِ لا تَـدرينَ عن حِـياتِهِ الـكثيرَ
يا أَمـيرتـي
وقلبُكِ الـغريرُ يا أَمـيرَةَ الـقلوبِ ..
لـم يَـعُـدْ بِـحاجَـةٍ لِـمَعرِفـةْ ..

وكلُّ ما هناكَ قد ذَوى الـشَّبابُ فيهِ ..
والـفتى انْـتهـى ..
ومات فـي إٍحساسهِ الـبريقُ وانْـطوى
وكان قد دعـاهُ الـشَّوقُ ذاتَ مَـرَّةٍ وطَـاوَعَـهْ لكنَّهُ نَـدِمْ ..
لأَنَّ حُـبَّهُ الـكبيرَ
لـم يَـعُدْ بِـحاجَةٍ إِلـى الأَلـمْ
كفاهُ من آلامِـهِ ما قد بَـراهُ فـي الـقِدَمْ .

وفـيمَ يا أَمـيرتـي يُـعَرْبِـدُ الـقلَـمْ ..
لأَجلِ قِصَّةٍ سـماعُ مِـثلِـها ..
يُـضاعِفُ الـعذابَ .. يُـدخِلُ الـجَـحيمَ ..
يَـقتُلُ الـمَـشاعـرَ الـجميلَةَ الإِنْـسانة ..

وظَـلَّ ذلكَ الفتى الـمسكينُ ..
فـي جِـوارِ خَـيمَةِ الـظِّلالِ ..
فـي مَـدينَةِ الأَحْـزانِ شـاعِـراً ..
يُـضيعُ عُـمرَهُ وكلَّ ما مَـلكْ ..
يُـضيعُهُ بِلَـحْظَةٍ بلا نــــــــــدم ..
من أَجـلِ مَـقطَعٍ للشِّعـرِ فيهِ لَـمْحةُ الإِبداعِ ..
لوتَـكون .

لو مَـرَّ فـي دروبهِ مع الـصَّباحِ
أَلفُ فارِسٍ
وأَلفُ مَـركَبَةْ ..
وقيلَ هَـا .. لكَ الـجميعُ تَـحتَ إِمْـرَةٍ مُـؤَمَّـرَةْ
لَـقالَ لا أَريدُ _ وَيـحَـكُمْ  كُنوزَكُـمْ جَـميعَها ..
أَريـدُ قـافـيةْ .

ومات ذلك الفتى الـمسكينُ ..
فـي ظلالِ خـيمَةِ الأَحزانِ تلكَ
وعـادَ بَـعْدَ الـبَعثِ شـاعـِراً ..
يُـريدُ أَنْ يُـعيدَ تلكَ الـسيرَةَ الـقديـمَةَ الـمُحبَّبَةْ
ومَـرَّ فـي مَـدينةِ الأَحـزانِ
عَـابِـراً بـها لـبابِـلٍ ..
إِلـى الـحَـدائِـقِ الـمُعَلَّـقَـةْ .

***
بشير عبد الماجد بشير
السودان
من ديوان ( أشتاتٌ مجتمعات )
ْْ

ِِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق