الجمعة، 26 أبريل 2019

"تجليات حياة" بقلم "رشيد بومالي" المغرب

"تجليات حياة"

يا حياة ..!!
كم انت قسية عصية علينا،،
وقاتلة لأبسط شروط عيشنا،
أيا حياة تمهلي.. تمهلي،
وكن رحيمة بالقوارير..
فقد أنهكنا الشقاء،
وتعب الزمان..
نحن أبنائك الطيبين،،
لا أم لنا غيرك،،
ولا حضنا رحبا غيرك،
رفقا بنا لو سمحت،
أو اعصف بنا كما شئت،
وهب عواصف رعدية،
وبرقا..
أو خذينا على محمل الجد
لنلحق بالركب..
فأنت وان كنت الآن،
لا شكل لك..
ولا طعم لك،
أما نحن المفعمون بك،
لا نستسلم.. ولا نهزم.
بل نجيد الثبات عند زحفك
رغم تقيحاتك السرطانية
وعذاب القريحة ..
يا حياة .. تمهلي..
على رسلك ..
عندما نصاب بالجنون بعد العقل،،
نبدع.
وعندما نصاب بالعقل بعد الجنون،،
نتعذب.
الحياة لا تعاش يارفيقي،،
دون لمسة جنون..
ولا تستحق منا كل هذا الحذر..!!
اذن:
ارمي بنفسك في عمق اللحظة،،
ولسرعة ايقاعها ساير،،
ولتقلباتها اللاطبيعية حاذر،
ثم حاذر..

الحياة يا ابن وطني،،
لا تقبل بالضعفاء،،
بل تصفق للأغنياء،
وتؤنس لياليهم بسخاء.
إنها راقصة متمرسة بالعلن والخفاء،
تجيد الرقص على همومنا..
والتكالب على أحلامنا..
بكل رقصة من شطحاتها،
ترسل لنا رسائل ذات معنى،،
يقول: أنها ليست لنا..
بل مع من يتقن السهر..
وينشد لحنها بكل سمر..
ويدفع لها أكثر..
وأكثر...
حتى يطيب لها الخاطر
مهما حاولت يا ابن أمي،،
أن تكون طبيعا بمعمعانها،،
وأنت خائف من فجاءاتها،
ومرتكن لبواعث اليأس،
وشقائها.
لن تنجح بذلك.
الأجدر بنا يا صاحبي،
أن نقف بوجه الأحزان والمآسي،
وجها لوجه ..
ونضحك بوجهها..
لا أن ندعها تضحك علينا.
الحياة لا تستحق كل هذا الحذر،
بل تتطلب منا أن نغامر ..
ونكابر ..ونكابر.
"رشيد بومالي"
المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق