الأربعاء، 17 أبريل 2019

أحلام .... غراب بقلم الكاتب جاسم الشهواني

أحلام .... غراب
*************

                                                      للعقول الراقية أكتب

النسرالملك (سيد السماء)

ترتعب منه الغيوم .... ومن رفة جناحيه أرتعب القمر فغاب
من نظرة عينيه الثاقبة .... تكسر نور الشمس وأصابها كسوف
أعتلى قمم الجبال الشاهقة .... وأذلها بكبريائيه فنحت أمامه
وكانت له مستقرآ ومنازل .

وبرغم كل هذه العظمة والشموخ والعنفوان والكبرياء كان
حكيمآ . فالعظيم بالفطرة لايؤذي الأخرين النسر الملك سيد
الأجواء المطلق .

غراب ناعق أصابه غرور وأعتقد بأن سيطاول النسور . جن
الغراب وأراد أن يتسيد الأجواء .

والنسر الملك ينظر لهذا الغراب الأسود الناعق بنظرة أحتقار
لكنه لم يظهر ذلك وأراد أن يلقنه الدرس بشكل صحيح .

والزمن كفيل بتعليم الدروس القاسية ولكن ليس بالمجان .
تبختر الغراب وحلق يمين وشمال لكنه لايصدر صوت لأنه
في النهاية غربال .

ضحك النسر الملك الحكيم فالغراب بذل من الجهد الكثير
ليناطح سيد السماء لكن واقعه مكشوف وعشه هش لايتطلب
أي عناء لبلوغه .

فحلق النسر وأنخفض لمستوى ذلك الناعق وحط بالقرب منه
وقال النسر له ؟

مابالك تحلق بجنون ياهذا هل أصابك جنون العظمة أم أصابك مس من جان .

فأجابه الغراب ؟
لاتغتر فأنت بالنهاية طير وكلنا بالريش مكتسون والسماء
ليس ملك لأحد وأنا سيد السماء المهاب .

أبتسم النسر ؟ .... أبتسامة صفراء !!! ولم يظهر غضبه من
هذا الأسود المغرور .

وقال ... سمعآ وطاعة يامولاي ؟ لكن أبتسامته كانت تخفي الكثير من الغل وقرر أن يلقنه ...... درسآ لن ينساه .
فالدنيا ..... مقامات !!!!!

وأن أختلطت الأوراق ..... حينها ستنقلب كل الموازين ويظهر
ألف غراب ليتسيد الأجواء .

سأل النسر ... وقال ؟؟؟؟ ... هل لك أن تخبرني من منحك
القوة والسلطان .؟؟؟؟؟

أجاب الغراب ... بكل وقاحة وغرور .... أنا القوي المهاب الجانب لأحتاج لتخويل ... أو تفويض من أحد .

سأكسر أنوف الجميع وأن حلقت سيختفي الجميع وستمتلئ
الجحور بالمرتعدين والسماء ستكون لي أنا الوحيد ولن يجرئ
أحد على التحليق .... أنا سيد الأجواء الجديد .

تظاهر النسر الملك .... بالخنوع والخضوع . وقال للغراب
أمرك يامولاي .

الغراب لم يحتمل الأمر !!!
فتمادى في طغيانه .. واصدر أمرآ للنسر ؟؟؟؟
من اللحظة ... سيكون عشي هذا ... عشك ومنزلتك ..

وأنا سأرتقي لقمة الجبل لعشك لأنني السيد المطلق الهاب .
أنصاع النسر ﻻامر الغراب ... المعتوه .

فقبع بعش الغراب ... المهاب . وطار الغراب ليبلغ عش النسر
لكن ألأمر .. كان مستحيل .

حاول .. وحاول .. وأعاد الكرة .. مرارآ وتكررآ . لكن ألأمر
كان ضربآ ... من ضروب الخيال .

فعاد للنسر بعد أن أصيب بالأرهاق ... لكنه كان يكابر ولايظهر
الأنكسار .
وكان في حالة يرثى لها ولايحسد عليها . أنحنى النسر الملك
للسيد الجديد ولكنه بداخله كان سعيد .

فأصدر الغراب أمرآ ملكي بأن يصعد على ظهر النسر ليتوج
ملكآ جديدآ للجبل والأجواء .

أمتثل النسر لأمر السيد المطاع . فأرتقى الغراب وصعد على
ظهر النسر الملك الحكيم ليحلق في الأجواء وهو يحمل على
ظهره ذلك الأحمق .

والغراب ينظر لماتحته بمجرد أن حلق النسر تسارع كل من في الجبل وليدخلوا الجحور .

حز الأمر في نفس الملك وأستدرك الأمر وقال يانسر ياخادمي
أنظر لمدى سطوتي ومدى هيبتي .

لقد أختفى كل من هو حي في الجبل وأنا أخرق عنان السماء
وهذا الجبل سيكون تحت قدمي واتوج على رأسه ملكآ يحكم من سار وزحف وطار .

وصل الغراب لعش النسر ونال مراده ذلك المعتوه وكان حلم حياته بل هو أم الأحلام .

أختلف الأمور عليه بالكامل فكل مافوق ليس ككل الذي في
الأسفل .

الهواء أكثر نقاء وأكثر برودة وأخف وأسرع بكثير والغيم أنقسم قسمين الأول فوق الجبل والأخر تحت القمة .

نظر الغراب للسماء فوقه وأعاد النظر لعش النسر ونظر للأرض
في أسفل الجبل فكان الأمر أكبر منه بكثير .

أي سلطان أنا ...... أي ملك أنا لقد ملكت كل شيء واطمح
للتحليق لابلغ نقطة طيران النسور الملكية لؤكد للجميع بأنني
ملك ليس بالصدفه .

ولأنه حقير ووضيع ولاتليق في تلك المكانة لم يكن يدرك
بأن الهواء في الطبقات العليا يكون الهواء خفيف وتحتاج
لاجنحة كبيرة واسعة قوية .

حاول الطيران فتهاوى وسقط من السماء فأندفع النسر الملك
وأمسك فيه .

والنسر كان يريد أن يلقنه درسآ لن ينساه بل ستكون حياته
هي الثمن .

فطار وحلق وأخترق الأجواء والغراب جاثمآ على ظهر خائفآ
ومرتعد .

وعاد النسر للعش الملكي والغراب شبه فاقد للوعي وأجلسه على عرشه الذي يكاد يلفظه أحتقارآ .

أستأذن النسر الغراب ليهبط للعش الذي منحه الغراب أياه
لأنه يريد أن يرتاح فأذن له فطار وأنخفض في طيرانه وبلغ العش الحقير ولكنه ينظر للغراب وماسيؤول اليه مصيره .

وماهي الابعض ساعات واذا بثعبان تقترب من العش الملكي
فخاف الغراب ولم يعد يحسن التصرف .

ودخلت الأفعى العش فطار ذلك المغرور وعاد للسقوط من
جديد ولاح في الافق صقرآ جائع فأندفع نحوه بجنون كبير
والغراب ينعق ويستغيث وباتت النهاية وشيكة والأمر في
مرحلة الحسم أكيد .

حلق النسر الملك وأطلق العنان لصرخة من صوته الملكي
وكأن الجبل أهتز والسماء لمع فيها البرق .

هرب الصقر بعيدآ وأمسك النسر بالغراب وعاد به لعشه الوضيع ورماه بداخله .

والغراب من هول الصدمة كان نصف ميت . نظر له النسر
وقال ؟؟؟؟؟

بأمكاني أن أمزقك لأشلاء في مخالبي او بمنقاري لأنك لاتستحق العناء .

كان بأمكاني من اللحظة الاولى أن أفعل بك ماأشاء ولكني
أردت أن أعلمك درسآ لن تنساه .

لاتطمح لأمر اكبر منك بكثير فالسيد سيد والوضيع وضيع
وليس كل من حلق في السماء نسرآ أوصقر وليس كل من
جلس على العرش صار ملكآ .

لاتناطح من هو أقوى منك وأعرف حجمك الحقيقي قبل
أن تعرفك مقدارك الحياة .

وأرضى بمافطرك الله عليه واقنع بماقسمه الله لك وكل ذلك
كتب في لوح محفوظ .

ومااصابك لم يكن ليخطئك ومالم يصبك لن يصيبك مهما
حاولت . وبالحمد تدوم النعم وعش قانعآ تعش سعيد .

وحلق النسر الملك ليتسد ماسيده الله عليه بأمره وعاد الوضيع على ماكان عليه من تقزم ووضاعة .
رحم الله أمرئي عرف قدر نفسه فصمت .

وكما قال ال( متنبي )
*****************

على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم

                          للعقول الراقية كتبت
                                  
                           اسف على الاطالة

                        

                                                                 الكاتب
                                                           جاسم الشهواني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق