السبت، 27 أبريل 2019

مسرحية قصيرة نعيمة بقلم عبير صفوت

مسرحية قصيرة
نعيمة

المنظر غرفة بها اريكة ونافذة .
ام نعيمة امراة مسنة .
نعيمة امراة صغيرة عشرينية .
مجري مائي .
عوضين زوج نعيمة رجل بسيط .
الحج محمد  صديق عوضين .
...........
يجلس عوضين علي مجري مائي يداعبة بغصن خشبي ، يأخذه صوت خرير الماء وشدو العصافير ، ينهمك في التفكير ، حتي يخترق عالمة ، الحج محمد
--ولة ياعوضين ، انت هنه واحنا بندورو عليك ياولة  ، مالك ياولة ؟
يلتفت عوضين لعم محمد بلامبالاة ، قائلا :
---أقول أية يابا إمِحِمّد ، ولا اقوُل اية ، ادي الخيبة من النواحي دي مسكاني ومن النواحي دي مسكاني  ، كل ليلة والكرب يهل ، يجعبز فوق راسي ويزعق في وداني ، واقول حلمك يواد ياعوضين ، حلمك ياولة ، ممنوش إيتها فايدة ، سواعي كتير يهيئلي ، وال بت نعيمة بتضحك ومبسوطة كده ،
، انضرها  أهم عليها وازعق : بتضحكي لية يابت قولي  انا فاهمك ، والاجي الريح وهو مدلي من فوقيها ، انهض قبالة ازعق : رح اودّرك واجيب خبرك  .
يخرج الحج محمد عن شعورة قائلا باعتراض.
--- لا ...لا... كلة الا أكده ياعوضين ، انت راجل عندك خمسة .
عوضين ينفعل عندما ينعته الحج محمد بالجنون .
--- ما عيب الا ال عيب يابا إمحّمِد ، ما عيب الا ال عيب ياخويا ، المرة من دية عكازة ، و نعيمة فايرة ، فايرة عليا يابا إمحّمِد  .

تجلس نعيمة علي الأريكة المجاورة للنافذة ، تفرج ضفائرها بعد جمعهم في غضب وعنف ، تدخل ام نعيمة لتهدأها.
--- بت يانعيمة ، ده جوزك وسندك يابت  .
نعيمة تعترض:
-- أباي  نعيمة نعيمة ، يحرق نعيمة وال جابو نعيمة ، اقوم أييد نار في خلاجاتي يناس .
ام نعيمة تعترض :
--- يوه هتكفري يابت .
نعيمة تشعر الأثارة :
---  اكفر ، هو اية الكفر ده ياما ؟
قوليلي نوريني  .
ام نعيمة تحاول ان تهداء الموقف:
-- اخذي شطانك يانعيمة ، استغفر الله العظيم .
نعيم تتهكم :
-- بتستغفري ياما ، بتستغفري يام نعيمة .
ام نعيمة :
--وما ستغفرتيش لية ؟!
نعيمة تؤكد :
-- مسمعتهاش من زمان .
ام نعيمة :
---زمان ، مالة زمان يابت بطني .
نعيمة في شبة اعتراض:
---بت بطنك ، وني لوكت بت بطنك ، كت جوزتيني ل ل عوضين .
أم نعيمة :
---- ومالة عوضين ؟!
مالة يعني ؟!
نعيمة :
ياما عوضين .... عوضين ... ، تصمت نعيمة .
تشهق ام نعيمة :
-- ياعيب الشوم ياولاد ، أمك ربيتك علي كدة يانعيمة  .
نعيمة تعترض:
--- ياما أنا  شابة ياما ، شابا يناس  .
أم نعيمة تعارك ابنتها :
--- يعني أية شابة؟!
هتعملي اية يعني بشبابك دي ؟!
هو ده كلام ده تقولية يابت ؟
نعيمة تنفعل وهي تبكي :
--- طب اقول لمين ياما ، افضفض لمين يناس ، انا تعبانة ياما تعبانه  ، وعيونهم مبترحمش ، حوشي عيونهم عني ، حوشي حيرتي ياما ، حوشيهم وحشيني عن نفسي .
ام نعيمة تتفهم المقصود :
---ايوه ايوه ايوة قولي بقة ، ديك النهار في التلافزيون سمعت الحكيم بيقول عن اسمة ال بتقولي علية دوت نفس ده ، اجنتي يابت ، حقَ بطلو دة واسمعوا دة ، ياحلاوة ياولاد .
نعيمة ترد بحسرة :
-- هو اني مش مرة وليا حق ياما ، فين حقي ، هاتيلي حقي ياما .
ام نعيمة:
-- الحق في الذاد والذواد ، نقصك شربة مية ؟!
نعيمة :
-- لا ياما ما نقصشي شئ ، زيي زي البهيمه .
ام نعيمة :
-- لا ..لا..يا نعيمة ، ال بيخرج عن الأصول ملوش غير الطوريا .
نعيمة تصدم :
-- الطوريا ياما ، وتهون نعيمة ؟!
يام نغيمة .
ام نعيمة :
-- اوعاكي تكبشي النار  .
نعيمة :
-- النار ياما ، النار جوايا من زمان .
.............
تخرج نعيمة من الدار ، تري عوضين مازال جالسا عند مجري الماء ، تتصنع كأنها تفاجأت.
-- عوضين ، لساك حدك  ؟!
عوضين يلتفت لها بنصف وجه قائلا:
-- حدي يانعيمة ، اضرس العويلات بيجوا يزفوني .
نعيمة تشعر باستحسان نحو عوضين :
-- اسم الله عليك ، ما يحصل واصل ولا يكون  .
عوضين يبدو علية الغضب :
-- همك يانعيمة ؟!
مظنيش.
نعيمة تشعر بالعاطفة :
-- طب ونبي هممني ياعوضين .
عوضين يعترض :
-- لا ...انا زمقان .
نعيمة :
-- من نعيمة ياعوضين ؟!
داني مرتك .
عوضين ينفعل ويصفع نعيمة قائلا :
-- خلاص عوضين مبقاش عجبك .
نعيمة تشعر بالإنكسار ،لكنها تشعر بالرضوخ ل عوضين :
-- عوضين ، من دالوقيت لحد ما هموت ها تعجبني ياعوضين ، هاتعجبني .
عوضين يشعر بكبرياء ، ونعيمة تشعر بتمام الرضا وهي تقف خلف عوضين في استسلام  .
تمت
بقلمي
عبير صفوت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق