الثلاثاء، 23 أبريل 2019

قصة اليوم تختلف عن سابقتها بقلم ميادة كيلاني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
قصة اليوم تختلف عن سابقتها تروي حكاية عشق لا ينتهي حكاية من عشق القدس منذ الطفولة فكبر وأصبح عاشقا للشهادة من أجله اليوم سأروي قصة الأسيرة فدوى ربايعة حمادة من مواليد القدس 1987هي أخت توأم للشهيدة فداء ربايعة تعود جذور هذه العائلة لعبدية في بيت لحم الضفة الغربية ولدت وترعرعت في مخيم شعفاط في القدس.
في عام 2000 قررت عائلة فدوى العيش في قرية صور باهر في القدس هذه قرية الاسير السابق والمرابط زوج فدوى منذر حمادة الذي تزوجته في سنة 2009 وقد أصبحت اما في عام 2010 وأصبحت أم حمادة فدوى متعلمة وتخرجت من الجامعه بشهادة ادارة فنادق ومحاسبة يصفها زوجها و يتكلم عنها بكل فخر فدوى من أروع القلوب الطيبة ومتسامحة وتخاف الله كثيرا وتحب الأطفال كثيرا لهذا السبب كانت تحب الأنجاب وأولادها خط أحمر بالنسبه لها لا تحب أن يزعلهم أحد ولكن شاء الله أن تبعد عنهم فعشق القدس كان أقوى من الأمومة بالنسبة لفدوى أنجبت خمسة أطفال عندما أعتقلت في  12.8.2017 كان أكبر أطفالها يبلغ من العمر 9سنوات وأصغرهم شهور قليلة  .
بعد أن تم أعتقال فدوى بعشر شهور تمت محاكمتها لعشر سنوات وغرامة مالية كبيرة. فهذا هو العدو دائما يفرض غرامات مالية فحكومته تقوم على السرقه والغرامات بحق الشعب الفلسطيني.
أما عن سبب أعتقال فدوى فيروي القصه منذر ويتذكر لحظات عصيبة مر بها بيوم أعتقال فدوى ويقول..
في يوم 12.8.2017 يوم سبت الساعه 11صباحا أيقظتني فدوى من النوم لتخبرني أنها مريضة كثيرا وتود زيارة الطبيب طلبت أن أطلب لها تاكسي وأن ارعى الأولاد بغيبتها ،كانت تبدو لي عادية لا تشكو من شيء أبدا أستغربت من الأمر وسألتها ما بك فجأة مرضتي أنا بأخذك عند الطبيب أنتظري قليلا ...أجابت لا أرتاح أنت ولكن أنتبه للأولاد ريثما أعود .
وصل التاكسي فخرجت وخرج قلبي معها لم أكن أدري ما تنوي فعله ولم أكن بعد صحصحت من النوم نظرت لسرير أبنتي مريم الصغيرة فهي نائمة كالملاك لم تكن تعلم أنها لم تعد تستطيع رؤية أمها ،كنت في حيرة من أمري ففدوى لا تترك لي مريم فهي طفلة رضيعة ،حاولت الأتصال بها ولكن كان خطها مسكر شعرت بخوف كبير بقلبي وأصابني توتر شديد ولم أعرف ماذا سأفعل وأنه هنالك أمر ما يدور برأس فدوى ولكن لا أعرف ما هو ،بعد خمس دقائق أتصلت بشوفير (سائق) التاكسي لأطمئن أذا وصلت عند الطبيب ،أجابني بخوف شديد وطلب مني أن أخرج له خارج البيت ،شعرت أن شيئا ما قد حصل بس لم يأتي ببالي أن هذا الأمر قد يكون لم يأتي على بالي مثل هكذا موضوع ،خرجت لشوفير التكسي وكان خائفا جدا  و وجهه أصفر ،سألته..شو صار مع مرتي و أنا بصرخ بصوت عالي .
قال لي..نزلت زوجتك عند باب العامود وأنا بلف بالتاكسي شفت زوجتك حاملة سكينه وبتطارد وراء اليهود بتطعن فيهم.
باب العامود يا رمز الصمود والتضحيات كم من شهيد سقط عند بابك وكم من أسير أسر عند أعتابك يا لك من باب للعبور لأرض الجدود باب غير كل الأبواب ثمنه باحظ من دم الشهداء وعرق الأسرى باب عطره بالمسك والعنبر لونه أحمر قاني وتستمر الرواية على لسان زوجها بعد الطعن أيام صعبه عاشها ويستترد ويقول...
أصبت بصدمة كبيرة وخوف عليها شديد خوف أن تكون قد أستشهدت أسرعت بالسؤال هل أستشهدت. أجاب لا اعلم لأني أسرعت هاربا .
أخذت نفسا عميقا وفكرة جيدة .
ماذا سيحدث بعد هذا فأنا أعلم الأجراءات التي تلي مثل هكذا عمليات .أكيد سيقتحم المنزل ويصادر الاموال والذهب وكل شيء ويتم أعتقالي .دخلت البيت بكل هدوء أخذت الأولاد والأغراض الثمينه لمكان آمن والأولاد لمنزل أهلي أمنت عليهم وفتحت الفيس لأطمأن على فدوى شاهدت صورها معتقله والحمد لله لم تصب بأذى أبدا أرتحت قليلا وأنتظرت ماذا سيحدث بعد هذا كله ،بعد قليل أتصلت مخابرات وطلبوا مني الحضور لغرفة 4 بسرعة،أسرعت بالذهاب ،دخلت ولم أكن أعلم ماذا ينتظرني هجموا عليا وأخبروني أنني رهن الأعتقال.عندما دخلت للتحقيق سمعت صوت فدوى تصرخ وتبكي و3محققين يصرخون في وجهها ،وهي تصرخ وتقول لم أفعل شيئا .بدأ التحقيق معي ونفس الشيء صراخ فهذا أسلوبهم بالتحقيق مع اي معتقل أو أسير للتخويف والضغط عليها ،بعد التحقيق بساعتين معي أخذوني وأقتحموا البيت كسروا الباب وبدأ بالتكسير بالبيت وبالتخريب ولأنهم دولة حرامية سألوا عن الذهب والمال أجبتهم أنه لا يوجد شيئا بالبيت ،بعد أقتحام البيت وتخريبه أعادوني للتحقيق كانوا لا زالوا يحققون مع فدوى فدخلت بحالة أعياء شديد وأغماء من التعب من الساعة الحادية عشر ونص صباحا لغاية الساعه السابعة بالمغرب تحقيق قوي و مستمر ،عندما لم يستطيعوا أن يحصلوا على كلمة من فدوى أو مني وضعوني بغرفه واحدة مع فدوى لأنها لم تعترف فقد تحكيلي وتعترف  أول ما شاهدتها غمزتها ففهمت عليا ،مع العلم أنها كانت مجهدة جدا من صعوبة التحقيق معها .قالت لم أفعل شيئا كذابيين .أجبتها بعرف بيتبلوا عليكي ،كذابين ما تردي عليهم وأنا أكلمها دخلوا وهجموا على الغرفه أخذوا فدوى وأخرجوها من الغرفه وأنا أعادوني للتحقيق .صرخوا بوجهي وقالوا أنتم كذابين .بعد ساعه أدخلوني الزنازين وفدوى أختفت لم أعلم أين أخذوها ولم أعرف عنها شيء ،خفت عليها كثيرا فأنا قد أسرت سابقا وأعلم مراحل العذاب والأعتقال تركت بالزنزانة للصباح ،في الصباح أخذوني للمحكمة عند أذ ألتقيت بفدوى بسجن المحكمه لأن الغرف جمب بعض بعد أن شفتها أرتحت واطمأنيت  عليها كانت الساعة قد شارفت على الثامنة صباحا ،سألتها أين أخذوك أمس أجابت على سجن الشارون لو تدرون عن هذا السجن فقد وصلت له بالبوسطه يا له من عذاب ومرار مرت به يعني أخذوها وأعادوها فلم ترتاح ولا دقيقه واحدة عذاب مستمر ،تكلمة معها حتى الساعه الخامسه لبعد  غروب الشمس ،أخذونا للمحكمة مع بعض ثم بدأت المحكمة، وجه لي تهمة التخطيط معها وأجلوا المحكمة خمسه أيام ،أعادوني للمسكوبيه وهي أعادوها لسجن العذاب الشارون .سجن المسكوبيه هو أوسخ سجن عندهم وأقدم سجن موجود في القدس ،وأقرف زنازين عندهم ،بعد يومين جاء المحامي وقابلني وأخبرني أنه سوف يقدم لي أستئناف و قال :
و بطلعك  لأنه ليس عليك شي
ليس،عليك شيئا ، هم كذابون  بس بفتشوا على تهمة عليك.بل موعد محكمة الأستئناف بيوم ،  قالت المحكمة أنه يوجد تسجيل يدل أنك المخطط معها لتنفيذ العملية ، قال القاضي معكم 8ساعات تثبتوا ما ثبتوا بيطلع بكفالة وسجن بيتي. مضى الوقت ولم يستطيعوا أن يثبتوا وخرجت.
بدأت معاناة من نوع آخر مع الاولاد وعنايتهم فبدأ المشوار فكنت الأب والأم منعت من زيارة فدوى ، من أربعة أشهر سمح لي بزيارتها أنا والأولاد فهذه معاناة أخرى.أما معاناتي مع الأولاد فكانت كبيرة وخاصة الرضيعة مريم فقد كادت أن تموت لولا أن سلمتها العناية الإلهية .
هذه القصة تروي  حكاية عشق القدس أكثر عن غريزة الأمومة يا له من عشق للقدس فدوى ما زالت بالأسر وما زال منذر على العهد ويقوم بواجبه مع أطفاله ورعايتهم .فهو يزورها كلما سمح له يستطرد ويقول..أني فخورٌ بها كثيرا أمشي رافعا الرأس بما فعلته فقد كانت عاشقة للشهادة وأرادت أن تستشهد ولكن لم يشأ الله لها ذلك .
اليوم الأولاد يسألون عنها كثيرا ويبكون يريدونها بجانبهم ويريدون حضنها الدافء وحنانها يبكون كثيرا أحتار ماذا أفعل لهم أضع لهم برامج كثيرة وتساعدني أمي وأم فدوى بالعناية بهم .
أنا على عهد فدوى باقٍ وسأنتظرها مها طال الزمن عند زيارة أطفالها لها أعاني كثيرا فهم يبكون لا يريدون مغادرة السجن إلا معها ولكن أحاول التخفيف عنهم بشتى الوسائل ليعتادوا على هذا الوضع.
هنيئا لك فدوى بهذا الزوج وهنيئا لك بالعملية البطولية أيتها الشجاعة فأنت أكبر من أي رجل بالوطن العربي أنت الحرة الأبية أخت المرجلة الشامخة بالعز مرفوعة.

منذر كله أمل أن يشمل فدوى صفقة وفاء الأحرار 2.نحن بالأنتظار لعل الله يجعل لها مخرجا وينصرها على أعداء الله والدين .سلمت فدوى وأعادك الله لأولادك لتكوني لهم الحضن الدافء والحنان المنتظر....
و إلى اللقاء مع قصة جديدة من قصص الأسيرات فانتظروني ....
بقلم ميادة كيلاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق