الأربعاء، 24 أبريل 2019

بِرَغْمِ الظُّلْمَةِ الحَلْكَاءِ الشاعر أحمد نصر

بِرَغْمِ الظُّلْمَةِ الحَلْكَاءِ
......................
بُذُورُ الشَّرِّ تَفْتَرِشُ البِقَاعَا
وَطِيبُ العَيشِ قَدْ وَلَّى وَضَاعَا
تَآمَرَ كُلُّ مَأجُورٍ عَلَينَا
فَكَمْ عَصَفَتْ بِنَا الدُّنْيَا تِبَاعَا !
وَلَمْ يَتْرُكْ لَنَا الأوغَادُ شَمْسَاً
فَقَدْ حَجَبُوا عَنِ الأرْضِ الشُّعَاعَا
بِرَغْمِ الظُّلْمَةِ الحَلْكَاءِ أَمْضِي
عَزِيزَ النَّفْسِ مِقْدَامَاً شُجَاعَا
فَلَمْ أَخْنَعْ وَلَمْ أَقْبَلْ بِذُلٍّ
وَلَمْ أَجْبُنْ وَلَمْ أَلْبَسْ قِنَاعَا
أَنَا المَنْفِيُّ في بَلَدِي وَلَكِنْ
فَرَدْتُ بِكُلِّ مُعْتَرَكٍ شِرَاعَا
وَأَلْهَبْتُ المَشَاعِرَ حِينَ كَلَّتْ
وَحَرَّكْتُ المَحَابِرَ واليَرَاعَا
أَثُورُ إذا رَأَيتُ الظُّلْمَ يَزْهُو
وَنَحْوَ الحَقِّ أَنْدَفِعُ انْدِفَاعَا
تَقَدَّمْ أَيُّهَا التَّارِيخُ واشْهَدْ
بِأَنِّي لَمْ أَحِدْ يَومَاً ذِرَاعَا
وَأَنِّي مَا سَعَيتُ لِكَيْ أُبَاهِي
وَلَمْ أَطْلُبْ نَعِيمَاً أَوْ مَتَاعَا
أَنَا مِنْ نَسْلِ أَقْوَامٍ كِرَامٍ
لَنا صِيتٌ بِكُلِّ الأُفْقِ ذَاعَا
فَكَمْ صُلْنَا وَجُلْنَا فِي البَرَايَا !
وَكَانَ صَغِيرُنَا حَكَمَاً مُطَاعَا
وَأَرْسَينَا المَبَادِىء َحَيثُ كُنَّا
وَهَذَّبنَا المَشَاعِرَ والطِّبَاعَا
وَحَرَّرْنَا العَبِيدَ بِكُلِّ عَزْمٍ
وَقَوَّمْنَا الأَعَاجِمَ والرِّعَاعَا
فَكُنَّا قُدْوَةً فِي كُلِّ فَضْلٍ
وَشَيَّدْنَا الحَضَارَةَ وَالقِلاعَا
فَلَنْ نَبْكِي عَلَى المَاضِي ّوَنَشْكُوا
سَنَقْتَلِعُ المَلاعِينَ اقْتِلاعَا
فَإنْ طَالَ المَسِيرُ فَسَوفَ نَمْضِي
وَلَنْ نَخْشَى ذِئَابَاً أَوْ ضِبَاعَا
فَكَمْ خُضَنَا الصِّعَابَ بِكُلِّ عَصْر !ٍ
فَنَحْنُ الأُسْدَ لا نَخْشَى صِرَاعَا
                     الشاعر
                   أحمد نصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق