السبت، 27 أبريل 2019

[ لعبة الصورة ] بقلم --------> عادل إيموتيڤو

القصة القصيرة ------> [  لعبة الصورة ]

--- في روضة أطفال هرج و مرج داخل لعب و مرح .. هناك طفل إسمه "خالد " ينزوي وحيدا حزينا جائعا مريضا .. يرى الأطفال أقرانه من جِنسيات مُختلفة يلعبون مُسَتَمتِعِينَ بما حُرِمَ منه .. فيحاول أن يُكابر معاناته بعدم الإكتراث لحالته و ذلك بأن يشاركهم اللعب و المرح فلا يستطيع فيزداد حزنا و كآبة ..

-  فكيف اللعب و المرح و معدته فارغة و ثيابه الرثة المهترئة و المرض أخذ منه الإبتسامة من ذاكرته الصغيرة ؟؟ ..

- .. و فجأة جحظت عيناه و كأن جِنًا مسه .. نزع ملابسه ..( ملابس العبودية و الخوف من التعذيب بتهمة الإرهاب و زعزعة الإستقرار و ..و..  ) ثم إتجه إلى جداره المخصص له في تلك الروضة و صبَّ جَامَ غضبه على تلك الصورة المعلقة على الجدار و كانت صورة واحدة و وحيدة فقط .. مزينة و منمقة بشكل مُبالغ فيه على عكس الصُّوَر المعلقة على الجُدر المخصصة للأطفال الآخرين .. إذ كانت هذه الصورة لِمُرَبّيَتِهِ المكلفة بتعليمه و إطعامه و تطبيبه و رعايته ..... لكن مهنتها كانت غير ما كان يتوقعه الطفل " خالد " إذ كانت مهنتها هي أن تبقى مُعلقة على جدار المسكين و ظَنُّها بأنها تكفيه التمتع بمشاهدتها و هي معلقة على الجدار .. ففي مشاهدتها طعام و تطبيب و دراسة و لعب له و كل شيء يحتاجه ..

-- لكن "خالد " أصابه الملل من صورة جامدة في إبتسامتها أمام معاناته و أوجاعه الملونة ..

- فَقد قرر هذه المرة و في غمرة ثورة غضبه السلمية بأن يُطالب بِخلع الصورة أو إسقاطها أو إستقالتها أو أيُّ مُسمى المهم أن تختفي تلك الصورة من على جداره ..
- الصورة تلون وجهها و أعادت تشكيله لِتَتَحوّل من وجه جميل مُبتسم إلى وحش لم ترى له البرية مثيل .. و لِكَي تُثنِيَهُ عن مطالبه المشروعة .. شرعنة لنفسها تخويفه بالتجويع و الضرب و السجن و القتل حتى ... لكن" خالد "   واصل ثورته السلمية مُرابطا في مكانه مُتمسكا بحقه صَابرا مُحتسبا ...حتى تدخلت أيادي تلبس قُفازات جلدية سوداء لايظهر صاحبها بشكل واضح إذ كان يَعتَمِرُ قُبَّعَة عسكرية و نظارات سوداء كبيرة مع لباس مدني أنيق مُستورد من ٱلغرب .. و بسرعة نزع تلك الصورة الوحش من على الجدار و بنفس السرعة نَصَّبَ صورة أخرى مكان الصورة المنزوعة لكن هذه المرة الصورة كانت إبتسامتها أعرض و وجهها أجمل و مزينة أكثر من سابقتها ثم إختفت الأيادي السوداء .. لكن الطفل " خالد" لم يكترث لتلك الأيادي الغريبة السوداء و لم يطلب منها الكف عن العبث في جداره بعدما نجحت ثورته الغاضبة في إسقاط الصورة و مَضَى فرحا منتشيا بتحقيقه لهذفه متجها إلى مكانه الذي كان يراقب منه أقرانه يلعبون و يمرحون .

                 بقلم --------> عادل إيموتيڤو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق