العنوان : " شوارعنا "
بقلم الشريف الدكتور / ماهر عبدالحميد الطوخى
فى ضجيج الشوارع
أشكال وألوان
ألمح بعينى آلام وأحزان
وأفراح وأشجان
إناس بالآلاف
وسيارات وعربات بالمئات
فى عز البرد تجد حرارة
تدور بها الرأس
وتنهار الأجسام
إناس إلى عمل
وإناس إلى لهو
حتى فى سكون الليل
تجد أصوات وزحام
تشدنا الأيام وسط الزحام
نبحث عن الحب بين الناس
فلا يوجد غير آهات
الكل لاه
والحبيب تاه من حبيبه
وسط الزحام
نضيع وسط الطوفان
أين الشوارع الهادئة
أين الجمال
حتى شرفات المبانى
أصبحت مكانا لأطباق
وضاع زمن المشربيات
ضجيج وطوفان بشر
وجوه دائما يعلوها الغضب
وأعصاب تحترق
مشاجرات ليس لها سبب
وأصوات تتداخل
وكأنها لحن نشاز
ميكروباص وتوكتوك مجنون
يعتليه صبية
دون رادع أو سؤال
لا نعرف للهدوء معنى
ولا للسكينة مكان
أغانى شعبية
ليس لها معنى
تفرض وجودها فى الآذان
الازدحام كارثة العصر
فهذا مجنون وهذا لاهث
وذاك غاضب وناقم
شعور من الخوف
يعترينا كلنا
وترتطم الأكتاف ببعضها
فيشتعل الغضب
وتتشابك الألسنة والأيدى
وتسمع أقدح السباب
ولا أحد يهتم بفض النزاع
غاب الاحترام
وغاب الهدف والمكان
وازداد الاغتراب
وتعمق وسط الزحام
تجمعات للمقاهى
تأكل الشوارع فتسد المكان
وتفسد الذوق والجمال
ولا مانع من معاكسات
ثقيلة الظل والمعنى
فلا احترام ولا شموخ
ولا شهامة ولا رجولة
تحمل روح الانسان
يتبادل الشباب والفتيات
عناوين إلكترونية
وتبدأ جولات الأصابع
على الفون والتاب
موبيلات ترن
وصراخ صغار وعصبية كبار
وتلوث صوتى وسلوكى
يسود المكان
لا لمحة إبداع
ولا نظرة تأمل واستمتاع
رحم الله ايامنا الخوالى
فالحديث يطول عن الشوارع والزحام
الحديث يطول عن الزحام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق