الاثنين، 15 أبريل 2019

خيطُ دخان بقلم محمد علي الشعار

خيطُ دخان

يشعُّ تاجُ بريقِ الشعرِ من نَبْرَةْ
وترتوي بخيالٍ ناصعٍ جَمْرَةْ
هنا دواوينُ أضيافي وأفئدتي
دارت حروفي عليهم قهوةً مُرّةْ
مَرّوا بخفْقِ سرابِ الأمسِ لاعجةً
عبّأتُ من نهرِه يا صاحبي جَرّةْ
سرقتُ كلَّ نجومِ الليلِ قاطبةً
لكنْ نسيتُ على فُنجانِهم دُرّةْ
وكيفَ يشْكرُ وحْيَ الشعرِ ناسجُه
إن كانَ منهُ حريرُ الخيطِ والإبرَةْ ؟!
وما تقولُ شموعُ الحُبِّ إنْ وُهِبت
لسانَهُ وهْوَ قد أفنى لها عُمْرَه ؟!
وترزمُ الروحُ باقاتِ الهوى ألقاً
جمَّعتُها أغُنياتٍ زهرةً زهْرَةْ
الثغرُ يَلقى صباحَ الوردِ مُبتهجاً
والعينُ تشكو غروبَ الشمسِ مُحمرَّةْ
وخلفَ شوكِ ورودِ الصبِ قافيةٌ
مُذ أدمنت جرحَه لم تلتمسْ عُذْره
الحُسْنُ  ما هَمّهُ إن كنتَ ساجمةً
فوقَ السمواتِ أو تحتَ الثرى قطْرَةْ
ما قاسَ يوماً بدُنيا الحُبِ دائرةً
ولم تُقطِّعْ تلاوينُ الهوى قُطْره
اليِيضُ كالزهرِ بالأغصانِ مُشرِقةً
والقمحُ فوقَ رُباهُ نابعٌ سُمْرةْ
حجّت طيوفيَ حولَ القدِّ ناسكةً
وطالما كنتُ توقاً أشتهي عُمْره
الخيلُ تعرفُ بالمَيدانِ قائمَها
والروحُ ترعى بأشواطِ الهوى مُهْرةْ
الخوفُ ... ينسى فراشُ النورِ حُرقتَه
أو أن يراكَ رماداً فاقداً صَبره
الحِبرُ أزرقُ بالدمْعاتِ مُنهملٌ
والصُّحْفُ من سعَفاتِ النخلِ مُخضرّةْ
قرّرتُ قبلُ بأنْ أرتاحَ من عبثي
لكنني لم أجدْ في ساعتي فتْرةْ
الليلُ والفجْرُ والأسحارُ أروقتي
لا فرّقَ اللهُ في أسفارِنا عِترةْ
لم  يتعبِ النجمُ ليلاً من مُسامرتي
وما أدارَ لجفني مرّةً ظهرَه
وعِشتُ ما عشتُ مفتوناً بفضَّته
وقابضاً من سناهُ بالدجى صُرّةْ
تمدّدَتْ من صدورِ الصبحِ حانيةٌ
ورحتُ أرقبُ همساً ... بالندى طيرَه
أحرقتُ دهريْ عسى ألقاكِ فاتنتي
برمشِ سنبلةٍ حُلْماً ولو نظْرةْ .

محمد علي الشعار
9-3-2019

سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق