الاثنين، 15 أبريل 2019

قصة القصيرة لقد قتلت اختي الصغيرة بقلم عادل ايمو تيقو

القصة القصيرة ------->[  لقد قَتَلتُ .. أختي الصغيرة ؟؟ !!  ]

- الأب أعلن إنقلابه العسكري على دولة تعداد سكانها ثلاث أولاد و بنت هي الاصغر بينهم و إمرأة موظفة في إدارة الشؤون المنزلية .. و كان أول قرارته بعد الإنقلاب هو عدم الإفصاح عن الميزانية المخصصة لدعم العسكري و يُحَرَّمُ و يُجَرَّمُ أيُّ صحفي يطرح سؤالا عن ميزانية العسكر .. و كان ثاني قراراته هو فتح الحدود على ما وراء الطبيعة إلى عالم مملوئ بالخيال داخل غيبوبة طويلة تُشتَرَى بثمن باهض من دكاكين الخمر ...

    - أما الام فقد أعلنت مرغمة توليها قيادة سيارة صدئة تحمل ثلاث أولاد و بنت على طريق ضيق وعر و شائك ..تكابد غيبوبة زوجها الطويلة و أطفالها و إحتياجاتهم في الملبس و المأكل و التعليم و ....

     - كنت قد أنهيت تعليق شهادتي الإجازة في علوم الاقتصاد و التسيير على جدار متصدع و ألوانه الباهته .. إذ كنت أشبهها بقنينة الخمر حيث طالما إعتبرت أن الشهادة و قنينة الخمر لا يختلفان إلا في الشكل فقط ..

    - مرت خمسة عشر عاما و الاب منشغل بإهماله و الأم منشغلة بفطرتها السليمة .. إذ تَفَتّحَت وردةٌ جميلة داخل الثكنة العسكرية ..هذه الوردة إسمها مريم ولغياب والديها المُنْشَغِلَيْنِ و كذا لجمالها الفاتن قررت أن أشتغل بأن أحمي أوراقها و أغصانها و ترابها و هوائها من كل مُختَزِلٍ عابثٍ عابدٍ للحظة ..

إذ كُنتُ بالنسبة لها الأخ الكبير و الأب و المعلم و الشاعر و الفقيه .. لقد إستغرقت مني هذه الوردة الجميلة ثلاث سنوات لأجعل منها فتاة تنضح بالشباب ما يعني العفة و الإحترام والأدب الجم ..

   - لقد كانت دائما تسألني عن الرجل كيف هو ؟؟ فكان جوابي لها قصص تحكي عن الذئاب و الثعالب و أخرى كانت تحكي عن عنترة و قيس و عمر إبن أبي ربيعة ..فكنتُ أجدها تركن إلى شعراء المرأة و تستأنس لحديثي الذي كنت أُسهِبُ فيه عن العِشرة الحسنة بين الزوجين الذين يعيشان في بحبوحة التواضع و الصدق و الشعر المُحلى بأبيات الغزل و الحب الهيام ..

   - لقد جائتني فَرِحة تبشرني بحصولها على شهادة الباكلوريا في شعبة الفنون التشكيلية و تتحدث عن بعض مشاريعها بعد الشهادة .. و في عطلتها الصيفية توافد على باب منزلنا خطاب كثر يطلبون وِدَّ مريم.. لكن مريم كانت ترفض صوت الباب المنطلق من طرقة خاطب ..رافضة الموضوع جملة و تفصيلا ..

-  فقلنا للخطاب إن باب طلبات العروض قد أُرجئ إلى أجل غير مسمى  .. فما كان شأن العطلة الصيفية المقبلة إلا كلمح للبصر أو هو أقرب إذ عادت تلك الأصوات التي كانت تخيف مريم .. صوت طرقات الخطاب على الباب ..  هنا تدخلت لأهون عليها هواجسها ناصحا و مرشدا ..
- قلت .. أو ليس هناك شاعر فقيه مثقف مُتفهم لَيِّنُ العريكة ؟؟
-قالت ؛ مممم ..ممكن .!!؟؟. و لكن ؟؟؟
- فقُلت شَابٌ يُريدُكِ زوجة له .. و لقد إستقصيت عليه البعيد قبل القريب فكان جوابهم خلوق يصلي لا يشتري ( الغيبوبة )و الأكيد إن كُنَّ فيه هذه الصفات الثلاث فإنه و لا ريب سيكون مجنون بني عامر أو روميو أو على الاقل شُوَيعِرُُ كحالي ..فإن لم يكن فأنتِ شاعرة ذكية تعرفين كيف تجعلينه كذلك .. فلما الخوف إذا ؟؟ !!!!
فتبسمت موافقة .. فتم عقد الزواج في حفل بهيج و فرحة كبيرة كانت مرسومة على وجه الوردة الجميلة طوال ليلة العرس ..
- و إذ مرَّ شهران على زفافهما قمت بزيارتها أستقصي أحوالها و في يد كيس الحلوى الشكلاطة التي كانت تحبها بجنون ..
     طرقت عليها الباب
- قالت ؛ من ؟؟ 
- قلت ؛أخاك شاكر ..
      ففتحت الباب و الفرحة تتراقص على محياها ..
- قالت معاتبة ؛ أَكُنتُ أَستَحِقُ منك شهرين لتفكر في زيارتي ؟؟؟؟
- قلت ؛ وادٍ صافي نبعه شعرًا و محبة خفت أن تغوص فيه رجلي محاولا قطعه فتتكدر مياهه ..
- قالت ؛ و هي مُطرِقة رأسها .. أذكرت شعرا و محبة ؟؟
- قلت ؛ نعم.. وَمَا ؟؟؟
فرفعت رأسها مُغرَورَقَةَ العينين..
  - و قالت ؛ بل قل صحراء و هياكل العطشى .. تموت فيها الشاعرة و حبات زرعها النشا  ..
ثم تلت  عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إن الله يبغض كل جَعظريٍّ جَوَّاظ، سَخَّاب بالأسواق، جيفة بالليل، حمار بالنهار، عالم بأمر الدنيا، جاهل بأمر الآخرة) ..
     ثم أردفت الحديث بحديث آخر .. تقول : قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تجد من شَرّ الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه). .

- فإستأذنتها و الدموع تنسال حارقة على وجنتي .. فنادتني ..أي أخيَّاهُ خذ معك تلك الحلوى الشكولاطة فإني بِتُّ أبغضها .. أبغضها .. أبغضها

           تأليف .. بقلم ---------> عادل إيموتيڤو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق