الخميس، 18 أبريل 2019

العرَّافَة بقلم المحامي عبد الكريم الصوفي اللاذقية ….. سورية

(  العرَّافَة  )

كُنتُ في مِقعَدي عَلى الضِفافِ  أنظُرُ

شارِدَاً في صَفحَةِ الماء  …  أُفَكٌِرُ

ومَسحَةُُ  لِلحُزنِ كانَت في خاطِري تَعبُرُ

ألومُ  نَفسي  مَرَّةً …  وَمَرَّةً  ألومُهُ القَدَرُ

أُقَلِّبُ  كَفَّي  لِما الهُمومُ  تَستَفحِلُ … ؟

وتَسكُنُ في مُهجَتي …  يا وَيحَها  ... مَتى إذن تُغادِرُ ?

عَبَرَت خِلسَةً  من أمامي غادَةُُ  تَخطُرُ

تَمَهَّلَت  عِندَهُ مقعَدي …  تَأمٌَلَت في وَجهِيَ  الكَدِرُ

قُلتُ في خاطِري  ...  يا وَيحَها ...  ما لَها تَنظُرُ

هَل تَظُنٌُ  أنَني  من مَعشَرِ  الأشقِياء ... يَميزُني الحَذَرُ ?

أم أنٌَني  مُشَرٌَدُُ ...  قَد حَطٌَ بي  ...  يا بِئسَهُ القَدَرُ  ؟

جَلَسَت  لِجانِبي  …  تَفَرَّسَت  في مُقلَتي ...

قُلتُ في خاطِري لَعَلٌَها تُبَصٌِرُ ؟

أم عَلٌَها مَجنونَةُُ ؟  ...  يا وَيحَهُ قَدَري حينَما يَعثَرُ  

لَكِنَّها  أُمثولَةُُ  في الجَمال …  بَهاؤها  يُبهِرُ

فأوجَفَت مُهجَتي وَجَلاً  ... لكِنٌَها لَم تَزَل تَأمَلُ

هَل تَبتَغي يا تُرى صِلَةً ؟ ... أم أنٌَها لي حُفرَةً  تَحفُرُ ? ...

سألتها  مُلَعثَماً  …  َلَعَلٌَكِ  تَحسَبي أنٌَني الفارِسُُ الغَضَنفَرُ ?

تَمتَمَت  ...  يا وَيحَها نَفسَكَ في الطُموح  ..  ما لَها أُفُقُ

أجَبتها  ... وَكَيفَ تَعرِفينَ  ما  حالَتي ...  وأنا لا أنطقُ ?

قالَت  ...   مِهنَتي  (عَرَّافَةُُ )  ...  أغوارَكَ أخرُقُ

يا لَها مِن غادَةٍ  مُحتالَةٍ ... لكِنٌَها في شَكلِها تُعشَقُ

سَألتها ... هَل تَصحَبينَني إلى مَنزِلي ذاكَ القَريب ؟

تستَكشِفينَ ذلِكَ الأُفُقُ ?

في داخِلِ   المَنزِلِ  كَشَفتُ كُلٌَ سِرٌِها المُلَفٌَقُ

وكُلٌُ ما في ذِهنِها يُحَلٌِقُ ..  

ولَم تَزَل في عُيوني ويحَها  تُحَدٌِقُ

يا لَلجَمال  ...  كَيفَ لِهَمٌِي يَحرقُ

فَزالَ هَمِّي كُلٌَهُ وأنجَلت مُهجَتي  ... وغادَرَ روحِيَ القَلَقُ

حينَ إكتَشَفتُ أمرَها…   وبانَ ليَ فِكرُها

تُحِبُني في سِرٌِها ...  حَتٌَى الجُنون

وتَتبَعُ  مِنٌِي الخُطا  ... وقَلبها مُغرَمُُ مَفتون

لِذلِكَ تَدٌَعي بأنَّها ( عَرّافَةُُ  ) …  يا لَهُ فِكرُها المَجنون

لكِنٌَني قُلتُ في خاطِري  ... ما أجمَلَ  صَبرَها

يا وَيحَها …  كَيفَ تُخفي حُبٌَها ?

لَو أنَّها كانَت تَبوح ...  بِعِشقِها 

ما كانَتِ الهُمومُ  قَد أثقَلَت كاهِلي ... يا وَيلَتي

سَألتها  ... كَيفَ أستَطَعتِ  أن تَدخُلي في مُهجَتي ?

تَبَسٌَمَت  وأسبَلَت ليَ الجُفون ...  

بَعدَما  رَمَقَت من لَحظِها جانِبي بِنَظرَةٍ من العُيون

فالحُبُّ يَسري  في ااوَريدِ ...   فَتَنتَهي تِلكَ الشُجون

قُلتُ في  خاطِري  :  يا لَهُ عِشقُها ...  يَبدو حَنون

والآنَ قَد أطبَقَ  قيدَهُ في  خافِقي  ...  يا لَلجُنون

بقلمي

المحامي  عبد الكريم الصوفي

اللاذقية    …..    سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق