صدى الجبل الأسود ...
كان في قديمِ الزمان جبلاً أسوداً ضخماً قمتهُ تصلُ إلى السماء ...وكان من الصعبِ رؤية قمتهِ الفضية ...وكانت على يمينهِ شجرةٍ عظيمةٍ ذات أوراقٍ كثيفةٍ يصعبُ فصلُ بعضها عن بعض ... وعلى يسارهِ نَمتْ زُهيراتٍ بيضاء صغيرةٍ بدت مثلَ فراشاتٍ ترفرفُ بأجنحتها ...وقفتُ أمام هذا المنظر الجميل وتأملتُ فيه ...وفجأةً جاء مارد الرياح واستقر إمامي وقال لي : أفتحْ نافذة الأحلام وطلْ على شرفات الكون ...تأملْ في ما لا يبصرهُ أحدٌ غيرك ...تأملْ في ما هذا الكون من الآمٍ وآهاتٍ مبعثره ...تأملْ ما في هذا الفضاء الشاسع من لغزٍ عظيم غني بالأسرار ... تأملْ في مدن المجراتِ الملونةِ بالدخان والضباب الملون ...تأملْ في الرياح التي سوف تَهِبُ كيانكَ للكون وتجعلكَ ذرةً بلا عنوان وبلا لون ...تأملْ في الأرواح المغادرة من الأرض غير مباليةٍ بخطوط الطول والعرض ...تأملْ بالجلوس على مقعدٍ في ضواحي الفردوس مستمتعاً بالملذات ... تأملْ فيما لو دخلتَ في ثقب الدنيا الأسود العظيم ماذا عساكَ أن تكون ...؟ قد تتحول إلى نبتةٍ صغيرةٍ لا حول لها ولا قوه ...أو قد تكون مجرد فكرةٍ لم يكتبْ لها النجاح في تجارب الحياة ...تأملْ لو كان بالإمكان البدء من جديد ماذا تطلب أن تكون ...تأملْ وتأملْ ..إلى أن تعرف من تكون ..؟! محمود الزبيدي
السبت، 27 أبريل 2019
صدى الجبل الأسود بقلم محمود الزبيدي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق