السبت، 27 أبريل 2019

صدى الجبل الأسود بقلم محمود الزبيدي

صدى الجبل الأسود ...‏
كان في قديمِ الزمان جبلاً أسوداً ضخماً  قمتهُ تصلُ إلى السماء ...وكان من الصعبِ رؤية قمتهِ ‏الفضية ...وكانت على يمينهِ شجرةٍ عظيمةٍ ذات أوراقٍ كثيفةٍ يصعبُ فصلُ بعضها عن بعض ‏‏... وعلى يسارهِ نَمتْ زُهيراتٍ بيضاء صغيرةٍ بدت مثلَ فراشاتٍ ترفرفُ بأجنحتها ...وقفتُ ‏أمام هذا المنظر الجميل وتأملتُ فيه ...وفجأةً جاء مارد الرياح واستقر إمامي وقال لي : أفتحْ ‏نافذة الأحلام وطلْ على شرفات الكون ...تأملْ في ما لا يبصرهُ أحدٌ غيرك ...تأملْ في ما هذا ‏الكون من الآمٍ وآهاتٍ  مبعثره ...تأملْ ما في هذا الفضاء الشاسع من لغزٍ عظيم غني بالأسرار ‏‏... تأملْ في مدن المجراتِ الملونةِ بالدخان والضباب الملون ...تأملْ في الرياح التي سوف ‏تَهِبُ كيانكَ للكون وتجعلكَ ذرةً بلا عنوان وبلا لون ...تأملْ في الأرواح المغادرة من الأرض ‏غير مباليةٍ بخطوط الطول والعرض ...تأملْ بالجلوس على مقعدٍ في ضواحي الفردوس ‏مستمتعاً بالملذات ... تأملْ فيما لو دخلتَ في ثقب الدنيا الأسود العظيم ماذا عساكَ أن تكون ‏‏...؟ قد تتحول إلى نبتةٍ صغيرةٍ لا حول لها ولا قوه ...أو قد تكون مجرد فكرةٍ لم يكتبْ لها ‏النجاح في تجارب الحياة ...تأملْ لو كان بالإمكان البدء من جديد ماذا تطلب أن تكون ...تأملْ ‏وتأملْ ..إلى أن تعرف من تكون ..؟!  محمود الزبيدي  ‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق